جزيرة بادس هي جزيرة مغربية محتلة من طرف الإسبان, جزيرة مرت عليها حوادث وغزوات, جزيرة صمدت في وجه تقلبات الدهر زمنا طويلا وعرفت حكم المغاربة و الأتراك والنصارى, تجاهل المؤرخون وتغافل كتاب الجغرافية المغربية عن ذكرها والكتابة عنها. تقع جزيرة بادس بأرض الريف بقيوة على البحر الأبيض المتوسط شمال المغرب بإقليم الحسيمة, سميت هكذا نسبة إلى مدينة بادس القديمة التريخية الواقعة خرابها في مصب وادي بادس المقابل للجزيرة تحت ضريح الوالي الصالح إبي يعقوب البادسي, ويعود الإسم الحقيقي لبادس إلى إسم مؤسس مدينة بادس الإمير "بادس لواته" سنة 90هجرية1709م. تبعد جزيرة بادس عن شاطئ طوريس التابع لقبيلة بني بوفراح بنحو 6كلم و عن شاطئ كلايريس (ياليش) المدعو بشاطئ قزح بنحو 12كلم. تاريخ الجزيرة : جزيرة بادس في عهد الفتوحات الإسلامية : بنى الأمير بادس لواته مدينة بادس سنة 90هج 1709م, و الأمير لواته من أصحاب ادريس بن صالح مؤسس مملكة النكور 80هج. جزيرة بادس في عهد الدولة المرينية : بعد انتصار المرينيين على الموحدين في وادي النكور بالريف سنة 603هج 1216م وخضوع الريف لسيطرة المرينيين, دخلوا الجزيرة وتحصنو فيها خوفا من شرالمرينيين. في فترة انهيار الوجود الإسلامي بالأندلس انقرضت الدولة المرينية وقامت مكانها الدولة الوطاسية. جزيرة بادس في عهد الدولة الوطاسية : قام ملك اسبانية "دون فرناندو" بتحطيم مواقع القراصنة بالجزائر للأتراك و قراصنة مدينة بادس ردا على هجوماتهم. استولى الإسبان على جزيرة بادس سنة904هج 1508م وبنو فيها قلعة عسكرية. حاول البرتغال قبل هذا الاستلاء على الجزيرة وبعد فشلهم انسحبوا من طوريس القلعة التي كانو يحتلونها1503م. قام المغاربة بتحرير الجزيرة بزعامة أبي حسون الوطاسي سنة 929هج 1522م. انتصر الشيخ محمد السعدي على الوطاسيين سنة 956هج 1549م واستولى نهائيا على العاصمة فاس. استنجد أبو حسون الوطاسي بالأتراك المسلمين بعد استنجاده بالسلطان الإسباني. بعد ذلك استرجع أبي حسون مدينة فاس العاصمة بمساعدة الجيش التركي. بفضل هذه الإعانة قام أبي حسون الوطاسي بتسليم جزيرة بادس للأتراك سنة 961هج 1554م. جزيرة بادس في عهد الدولة السعدية : ظهر السلطان المختفي الشيخ محمد السعدي في مراكش بقوة هائلة من أهل سوس ودخل فاس وقتل السلطان أبي حسون الوطاسي واستولى على العاصمة حينها سنة 1554م واندثرت الدولةالوطاسية. تحالف الشيخ محمد السعدي مع الإسبان وأذن لهم بالنزول بجزيرة النكور سنة961هج 1554م. قتل الشيخ محمد السعدي على يد الأتراك سنة 963هج 1555م بسبب علمهم بالمفاوضات التي يقوم بها مع الإسبان قصد الانتقام منهم. قرر السلطان الغالب بالله خليفة الدولة السعدية أن يبرم اتفاقية سرية مغ "فليب" الثاني سلطان الإسبان ليمهد له الطريق إلى احتلال جزيرة بادس و اجلاء الأتراك منها احتياطا من تسربه إلى المغرب. تم غزو الجزيرة من طرف الإسبان بمساعدة دول أوربية اخرى في5 شتنمبر 1564م. النتائج السلبية بعد تسليم جزيرة بادس واحتلالها من طرف الإسبان كانت كالتالي, ---إهانة مسلمي الجزيرة ---استلاء العدو على مدينة بادس و تخريبها ---وضع حد لأطماع الأتراك الرامية لحكم المغرب. لجأ السلطان محمد المتوكل ابن الغالب بالله إلى الجزيرة بعد التنازع على الملك بينه وبين عميه إثر وفاة والده وبعدها لجأ إلى البرتغال. جزيرة بادس في عهد الدولة العلوية : بنى الإسبان بالساحل المقابل للجزيرة حصنا عسكريا دون حصولهم على موافقة السلطان إسماعيل العلوي مما شكل خطرا على أمن و سلامة المغرب. حرر المولى اسماعيل العلوي الحصن الذي بناه الإسبان في بر بادس بالريف عام 1113هج 1701م. جزيرة بادس في عهد الحماية الإسبانية : كانت آخر محاولة لاسترجاع الجزيرة عام 1342هج 1923م من طرف المجاهدين الريفيين وذلك بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وألحقو بها أضرار بالغة وخراب شامل. اتصلت جزيرة بادس بالبر عام 1934م.
عن : جمعية تويزة للتراث والتنمية تلخيص من كتاب"التعريف بجزيرة بادس بالريف" المؤلف "محمد بن علال البخلاني". طبعة-1402/1982