تأسست مدينة شفشاون سنة 876ه/1471م في العدوة المقابلة للمكان الذي توجد به حاليا، من طرف الشريف العلمي الحسن أبي جمعة من ذرية مولاي عبد السلام بن مشيش، لتكون قاعدة انطلاق للمجاهدين المغاربة ضد أساطيل وقواعد الأيبريين (الاسبان والبرتغاليين) في الشمال في الواجهتين المتوسطية والأطلسية للبلاد، خاصة في مدينتي طنجة وسبتة، وأتم تأسيس هذه المدين ابن عم أبي جمعة مولاي علي بن راشد (ت.917ه/1511م) الذي إليه ينسب تأسيس شفشاون عادة، وهو الذي نقل قواعدها إلى المكان التي توجد به حاليا أي العدوة الغربية، بعد أن ظهر عيب الموقع الأول، الذي كان يعاني من مشاكل انزلاق التربة، والهشاشة الجيولوجية. وتشير بعض المصادر إلى أن المكان الذي اختطت فيه مدينة شفشاون كانت به مدينة أخرى، يجهل بناتها على وجه التدقيق، لكن من المرجح أن تكون مدينة ” أبينوم” (Appi-numm) الرومانية، ويستدل على ذلك بالقنطرة الواقعة على الواد بحي الصبانين، والتي تشبه آثارا أخرى رومانية بإقليم شفشاون مثل قنطرة تلمبوط، ويعزز هذه النظرية بقايا وآثار أسوار القصبات المخربة على مقربة من القنطرة السالفة الذكر (قنطرة الصبانين)، التي تأخر وجودها إلى الستينيات من القرن الماضي، حيث أخفاها البناء الجديد بهذا الحي. ومما يفسر به تأسيس مدينة شفشاون في هذا التاريخ من طرف بعض المؤرخين تراجع نفوذ العلميين في منطقة بني حسان لأسباب مختلفة، ومحاولتهم تجديد نفوذهم وبناء شرعيتهم الشبه المنهارة في مناطق غمارة، ويدخل تأسيس شفشاون هذا البعض ضمن هذه الاستراتيجية. منشورات الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية العنون: شفشاون قديسة الجبل للدكتور امحمد جبرون (طبعة ثانية 2017)