تواصل حمى لعبة "بوكيمون غو" اجتياحها كافة المدن الهولندية، متسببة في حالة من الفوضى على الطرقات وحوادث مرورية شتى، حيث أوقفت شرطة أمرسفورت صبيا يركب دراجته على طريق السيارات السريع "أي28" مطاردا حيوانات البوكيمون الرقمية على هاتفه بعد تقارير تلقتها الشرطة من سائقين صدمهم مشهد الصبي يتأرجح بين السيارات المسرعة بحثا عن البوكيمون. ولا تزال اللعبة تحقق نجاحا ملفتا منذ انطلاقتها قبل أشهر قليلة، وأظهرت دراسة قام بها مركز أبحاث هولندي أن عدد لاعبي "البوكيمون" في هولندا تجاوز مليوني لاعب، وهو رقم كبير في بلد عدد سكانه لا يتجاوز 17 مليون نسمة.
وتقوم فكرة اللعبة على ربط العالم الافتراضي بالعالم الواقعي من خلال عملية البحث عن مخلوقات "البوكيمون" في كل مكان، لكن خطورتها تكمن في صرف نظر الناس وانتباههم عما يجري حولهم، متسببة في حوادث مرورية أدت إلى حالات وفاة، وهذا ما دفع السلطات الهولندية إلى فرض عقوبات شديدة ومخالفات مرورية على ممارسي هذه اللعبة
ومنذ أسبوع، لم يعد محبو لعبة "بوكيمون غو" بحاجة للنظر المستمر في شاشة الهاتف الذكي، فقد أطلقت شركة نينتندو جهازا على شكل سوار، سعره أربعون يورو في أوروبا، يتم ارتداؤه في اليد، ومهمته تنبيه اللاعبين عندما يقتربون من البوكيمون، حيث يضيء الجهاز باللون الأخضر، ويصدر تنبيها إلى وجود بوكيمون في الجوار.
صحيفة الشعب الهولندية نقلت رسالة لأحد قرائها طالب فيها بإحداث "وزارة للشؤون الإلكترونية" تكون هولندا السباقة لها، نظرا للتطورات الرقمية التي يشهدها القرن 21، وسيكون من مهام هذا الوزير وضع حد للتسلط الإلكتروني على الناس، ومنها القضايا المحيطة مثل لعبة "بوكيمون غو"، لا سيما التشريعات المتعلقة بنظام تحديد المواقع الجغرافية (جي بي إس)، لأن الواقع الافتراضي أصبح "أدغالا حقيقية".
فمنذ الأسبوع الأول لانطلاق لعبة "بوكيمون غو" شهدت المدن الهولندية العديد من الحوادث، وفي شمال البلاد -وتحديدا في مدينة خرونيغن- غرمت الشرطة الهولندية امرأة كانت تلعب "بوكيمون غو" وهي تركب دراجتها الهوائية في مكان عام بمبلغ 160 يوروا، وهذه هي المرة الأولى التي تُفرض مثل هذه الغرامة من الجهات الحكومية في بلد أوروبي، ردعا للناس عن الانشغال باللعبة وعدم الانتباه لسلامتهم أو سلامة الآخرين، وذلك نتيجة الحوادث الكثيرة التي تسببت فيها اللعبة.
وكانت وسائل الإعلام الهولندية ذكرت أن شركة السكك الحديدية الهولندية اتصلت بشركة نينتندو اليابانية المطورة للعبة بالتعاون مع شركة نيانتيك الأميركية وطالبتها بتغيير سير اللعبة بعد أن رصدت تجول اللاعبين على خطوط السكك الحديدية وهم يلاحقون كائنات البوكيمون الافتراضية.
وفي مدينة نيميخن -وسط هولندا- تم وضع إشارات مرور على أربعين تقاطع رئيسي في المدينة وأماكن اجتياز الطرق لتجنب وقوع حوادث بين مستخدمي لعبة بوكيمون غو، سواء كانوا مشاة أو راكبي دراجات أو سائقي سيارات صغيرة.