تعرف معظم الأحياء الشعبية والقاعات الرياضية وملاعب القرب المتواجدة بمدينة تطوان والنواحي خلال شهر رمضان الكريم تنظيم مجموعة من الدوريات الرمضانية في كرة القدم. وتسود أجواء من المنافسة القوية بين الفرق المشاركة في هذه الدوريات التي تستقطب جماهير غفيرة من كل الفئات، كما أن بعضا من هذه الدوريات تشهد أحداثا مؤسفة تنتفي فيها الروح الرياضية والقيم النبيلة التي نظمت هذه الدوريات من أجل ترسيخها في هذا الشهر الفضيل. وإلى جانب دوريات الأحياء الشعبية، تعمد العديد من المؤسسات العمومية والخاصة والجماعات الترابية على تنظيم دوريات خاصة بهذه المصالح بغية خلق جو من المنافسة والتعارف بين مكوناتها وترسيخ قيم التواصل والتأزر التي تطبع شهر رمضان. وإلى جانب المنافسة الرياضية الشريفة وتحقيق النتائج الإيجابية والظفر بالكؤوس المخصصة لهذه الدوريات، يبرز النصف الفارغ من الكأس الذي يرسم لوحة قاتمة عن الأجواء اللارياضية التي تسود في بعض الأحياء بين الفرق المتنافسة، حيث تنتهي بعض المقابلات على وقع الشجار والسب والقذف بين اللاعبين وعداوة قد لا تندمل مع مرور الوقت بين الأحياء المشاركة في هذه الدوريات الرياضية. من جهة أخرى، جعل بعض السياسيين من هذه الدوريات فرصة لتأكيد حضورهم داخل الأحياء والدوائر الانتخابية التي ينتمون إليها، عبر تسخير بعض الجمعيات ومدها بالوسائل المادية واللوجستيكية لإقامة هذه الدوريات الكروية. وتحولت معها بعض الملاعب إلى حلبات للصراع السياسي بين المنتخبين عوض ترسيخ القيم النبيلة والروح الرياضية بين الشباب المتنافسين. في هذا الصدد يتذكر شباب مرتيل قبل أسبوعين كيف تحول تنظيم دوري رمضاني بإحدى ملاعب القرب بكورنيش المدينة إلى فتيل لإشعال “الحرب الباردة” بين رئيس جماعة مرتيل ورئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق، حيث ادعى الأخير في تصريح سابق لبريس تطوان أن رئيس جماعة مرتيل قام بحجز المعدات المخصصة لإقامة دوري رمضاني ينظمه مجلس العمالة بشراكة مع جمعية محلية قصد منع إقامته، ومن تم “حرمان شباب المدينة من متنفس رياضي يكرس التعارف والتأخي بين شباب المدينة خلال هذا الشهر”. في سياق متصل، يتذكر المهتمون بكرة القدم بالمنطقة كيف كانت تساهم الدوريات الكروية الرمضانية في إبراز مواهب الطاقات الشابة التي صقلت ملاعب الأحياء مواهبهم الكروية وأهلتهم للعب في فرق كبيرة كالمغرب التطواني وشباب المضيق وغيرهما، ووجد بعض اللاعبين بعد ذلك طريقهم نحو الاحتراف في فرق وطنية وأجنبية.