إثر سكتة قلبية ودعت تطوان يوم الاثنين 13 دجنبر 2009 احد أبنائها البررة الفقيد الطيب الشويخ مدير مطابع الشويخ بتطوان، واخ المرحوم الأديب محمد العربي الشويخ مدير جريدة الشهاب. الفقيد عد شابا عصاميا ولج ميدان الطباعة الفنية وتصنيف الحروف في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. تلك المهنة الفنية الدقيقة التي كانت تتطلب مهارة وسرعة الأصابع لتوظيف عملية الإعداد والطبع. من أول مطبعة وطنية المهدية، التي أسسها المرحومان عبد السلام بنونة ومحمد داود في 28 نونبر 1928 بمساهمة غالبية أعيان المدينة الذين غطوا نفقات عن طريق الاكتتاب ، انطلق أول منبر اعلامي غطى جانبا مهما من ثقافة المدينة محليا ووطنيا من خلال طبع المئات من الكتب، والمجلات والصحف، والنشرات والاستدعائات حت غدت سوقا رائجة تزاحم به السوق الادبية الاسبانية المنافسة. وكان الفقيد الطيب احد العاملين الشباب المتأخرين الذين احتضنتهم المرحوم عبد الكريم داود مدير المطبعة المهدية ليكون أحد الفنانين الطباعيين بمطبعة كريماديس الاسبانية الشهيرة التي تأسست سنة 1946 فانظم إليها الفقيد ليكتسب خبرة جديدة في آليات مطبعة غربية ظهرت حديثا في تلك الفترة وهي، اليونتيب الذي ادخلته هذه المطبعة الى تجهيزاتها الاساسية المتطورة طلبا للسرعة والاتقان، والتصفيف المكهرب بذوبان الرصاص. وفي بداية الإستقلال كان الفقيد الطيب الشويخ من العاملين البارزين المسيرين للحرف العربي بهذه المطبعة، وظل معها إلى ان أغلقت بما أتى على مديرها بما ياتي على كل الناس من ذهاب الحياة إلى الموت، ولم يتغلب ورثته من الاستمرار بحكم الانتقال الاستعماري. وفي بداية الستينات عرفت تطوان أزمة حادة، في عالم الطباعة والنشر، حيث شاخت المطبعة المهدية التي بقيت وحدها صامدة تصارع ازمتها وتأكل حروفها اليدوية، وعجزها عن سداد الديون التي صارت تلاحقها بفعل تهرب زبنائها عن أداء مستحقاتها، وكانت نهايتها مأساة كبيرة عاشتها تطوان في بداية السبعينات رغم المحاولات التي راهن عليها المرحوم عبد الخالق الطريق لانقاذها من الوضع المتأزم الذي لاحقها، فصارت معرضة لسكاكين الجهلاء بقيمتها التاريخية العظيمة، ومكواكبتها لحركة النشر والتوزيع في أحلك فترات الاستعمار، تصامد، وتقاوم، وتمرر الخطاب النضالي، والمنشور السري والعمل الفدائي، حتى تحقق الاستقلال. عجزت عن اداء مستحقات الكراء التجاري، فحكم عليها قضائيا بالاداء والافراغ وبيعت مطبعتها في المزاد العلني التي لم تغط الاربعين الف درهم المحكوم بها. في هذه الفترة نجح الفقيد الطيب الشويخ في تأسيس مطبعته البديلة للمطبعة المهدية فقدم أحسن عطاء للمدينة بتغطية حاجياتها من طباعة الكتب، والجرائد والمجلات على امتداد اربعين أربعين سنة من هذا العطاء المتميز، وكل المثقفين مدينون له بما قدمه لهم من تسهيلات، لإنتاج إبداعاتهم الفكرية والعلمية والمدرسية و الصحافية، وكل سنة كان يساير فن الطباعة ومستحدثاتها، حتى واكبت أحسن المطابع الموجودة بتطوان. الفقيد أحب، الحرب، والكلمة، والنشر فكان بجهدة الخاص ونضاله الدءوب اول رائد مغربي للمطابع بتطوان. بريس تطوان نقلا عن كتاب محمد الحبيب الخراز "الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الإستقلال.