مشروعية البيعة: لقد وردت في القران الكريم والسنة النبوية آيات وأحاديث كثيرة تدل على مشروعية البيعة: - أولا: فمن القرآن الكريم نذكر قوله تعالى: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسنوتيه أجرا عظيما. وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. وقال تعالى: » لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا. قال ابن كثيرك إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " كقوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله. فالواضح من الآيات السابقة التأكيد على البيعة للرسول صلى الله عليه وسلم وفي قوله تعالى: فعلم ما في قلوبهم. دليل على أن البيعة عزم من داخل القلب لإرضاء الله فمن نكث ورجع فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بالعهد واستمر عليه دون نكث فله الأجر العظيم من الله تعالى فضلا عن رضاه سبحانه، ولذلك نجد في هذه الآية الأخيرة في سورة الفتح التأكيد على هذه البيعة بالذات يذكر مكانها وهو القلب خاصة، لذا استحق المبايعون فيها رضا الله تعالى ونزلت السكينة عليهم. وفي هذه الآيات أيضا يظهر أن البيعة ديانة لرب العالمين وأمانة لولي الأمر وأنها تشمل النساء والرجال على حد سواء كما يتضح من قوله تعالى: » يا أيها النبي إذا جاءك المومنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن إن الله غفور رحيم . ثانيا: ومن الاحدايث النبوية التي تؤكد شرعية البيعة طلبه صلى الله عليه وسلم البيعة من أصحابه ورضوان الله عليهم، ومنها ما رواه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال: فيما فيما أخذ علينا أن بايعناه على السمع والطاعة من منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا وان لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا عندكم من الله فيه برهان » وفي هذا الحديث دلالة على أن طلب المبايعة من الأصحاب سنة، وكذلك مبايعتهم على ذلك سنة والوفاء بها واجب ونقضها عمدا معصية. يتبع د/عبد العزيز الرحموني