استفحلت بمدينة تطوان والمدن التابعة لها كمرتيل والفنيدق والمضيق ظاهرة تُشكل خطرا حقيقيا على صحة الفرد والمجتمع، في غياب تام لأية مراقبة من طرف المسؤولين وعلى رأسهم قسم حفظ الصحة بولاية تطوان. الظاهرة تتلخص في بيع العسل الذي يتم صناعته في بؤر متفرقة وبطرق يدوية تقليدية تفتقر إلى أبسط شروط السلامة وفي أماكن مستترة عن أعين السلطات. هذا وقد قامت جريدة بريس تطوان برصد الظاهرة وتتبع أثر هؤلاء الباعة الذين يتناسلون كالفطر يوما بعد يوم، والذين ينحدرون من قرية "با محمد" بإقليم تاونات، قاصدين مدينة تطوان وطنجة والناظور حيث تنتعش هاته التجارة المحظورة، خصوصا في فصل الصيف وشهر رمضان المبارك، متخذين من حي الديزة بمرتيل على وجه الخصوص معامل سرية لهم. الطرق الخبيثة في صناعة العسل. صناعة العسل وحسب ما توصلت إليه بريس تطوان من مصادرها الخاصة فإنها تعتمد على قنينة غاز ومواد غير قابلة للإستهلاك البتة، كالشب الذي يستعمل للدباغة، والشمع الذي يستعمل للإنارة، بالإضافة إلى شهد النحل الفارغ، ثم يُخلط الجميع بالسكر، في قِدر من القصدير فوق نار هادئة ، لتأتي بعدها عملية التعصير بمناشف وأغطية والتي بدورها لا تخضع لأية نظافة، لتأتي عملية التعبئة في قنينات من الزجاج والبلاستيك التي يتم جلبها غالبا من القمامات، وفي آخر المطاف توضع جانبا حوالي 10 ساعات ريثما يتم تجميع تلك المكونات مع بعضها البعض وتتحول إلى عسل شبه حقيقي، صالح للبيع في الأماكن العامة. الصناعة المسمومة ولخطورة هاته العسل التي تصنعها خلايا بشرية أشبه بالعصابات بدل خلايا النحل، صرح لنا أحد المشتغلين في هذا المجال سابقا أن ما كان يقوم به ومازال بعض رفقائه يقومون به هو الخطر بعينه، بل ويدخل في إطار ما يسمى بالقتل العمد التدريجي مع سبق الإصرار والترصد، حيث صرح بنبرة ملؤها الحزن والأسى أن صمت المسؤولين تجاه هذا الأمر بدوره جريمة نكراء في حق المواطنين الذين يقتنون سلعا فاسدة ولا تخضع لأية رقابة، ولا أدل على ذلك من كون البائع والصانع الأصلي لهذه السموم بدوره لا يستطيع بل يستحيل أكل ما صنعت يداه. أماكن التسويق . المنتوج وحتى يتم ترويجه بسهوله لا بد من استمالة المشتري وإقناعه عن طريق الحلف بالأيمان المغلضة والكلام المعسول، واختيار زبناء عابرين كالذين يتواجدون بمدخل باب سبتة وسوق المسيرة بالفنيدق وبعض شواطئ ولاية تطوان فضلا عن أبواب المساجد والشوارع العامة بالمدينة، حيث تباع هذه السموم بأثمنة تتراوح ما بين 30 درهما إلى 300 درهم حسب سذاجة المشتري. بريس تطوان