صب خالد الادريسي أستاذ الإعلام بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان جم غضبه على فيلم نبيل عيوش الأخير "الزين اللي فيك". وقال الادريسي في مقال له تحت عنوان "احذروا آل عيوش" إن اللقطات الفيلم التي تم تسريبها أبانت عن "قوادة الإنتاج و دعارة الإخراج و عهارة التمثيل". و كتب الادريسي يقول إن اللقطات القصيرة من هذا الفيلم الذي حاول مخرجه نبيل عيوش أن يبرره بكونه يجسد نظرة العاهرة إلى المجتمع لا يمكن أن يبرر بأي حال من الأحوال هذا المستوى من الانحلال الأخلاقي الذي وصل إليه السيناريو و الحوار في هذا الفيلم . و يرى الادريسي في تحليله للمشاهد المسربة من الفيلم أنه من الواضح أن سيناريو الفيلم قام بالنهل من مصطلحات دخيلة على عاميتنا المغربية لا تستعمل إلا من قبل فئة قليلة من المنحطات و المنحطين أخلاقيا و تقديمها على أساس أنها جرأة إبداعية و رسالة فنية، و هي بالأحرى مجرد لقطات هاوية كتلك التي يصور فيها شاب صديقته في وضعية حميمية تم يقوم بنشرها عبر قنوات التواصل الإجتماعي فلا اختلاف بين الأمرين بل إن النمودج الثاني قد يكون أكثر إثارة لاعتماده على التلقائية والمصداقية . معتبرا أن فيلم " الزين لي فيك" يشكل بحق رسالة واضحة غير مشفرة للمجتمع المغربي على أن "آل عيوش" يستعملون جميع الوسائط الفنية و الثقافية و اللغوية من أجل القضاء على هوية و حياء و إحترام المغاربة لأنفسهم ، إضافة إلى أنها رسالة إلى العالم الخارجي و لاسيما دول الكبت العربي على أن المغرب جنة من جنان السياحة الجنسية ، و أنها ملاذ جيد لكل من يريد أن يفرغ مكبوتاته و استهاماته الجنسية . وأشار الإدريسي إلى أن هذه الإستراتيجية هي نفسها التي يحاول عيوش الأكبر أن يستعملها عندما خاض حربا ضروسا للقضاء على التراث اللغوي العربي المغربي ، من خلال دفاعه على جعل الدارجة المغربية الآلية المستعملة في التدريس بالمغرب ، و هي دعوة ما خفي فيها أكثر مما هو ظاهر ، و تستهدف بالأساس القضاء على الهوية الدينية الإسلامية و التراثية و اللغوية التي يفتخر بها المغرب و يتشبت بها منذ قرون، خاصة ان هذه العائلة تحتكر سوق الإشهار بالمغرب و نحن نعلم حجم الضغوط و التأثيرات التي يمارسها الإشهار على المجال الإعلامي و الفني في اتجاه توجيهه نحو خدمة أهداف معينة لاتكون بالأساس منسجمة مع المصلحة العامة. ليخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن هذه الاستراتيجية هي "حرب إيديولوجية" تعتمد على أسلحة ذات طبيعة فنية و ثقافية من أجل تدجين المجتمع و جعله ينسلخ عن قيمه و حضارته العربية و الإسلامية ، و ربما الذي يحرك خيوط هذه الحرب جهات خارجية تعمل على التخطيط و التوجيه ، و تنتظر من أجهزة الداخل كعائلة عيوش و من شابههم التطبيق و التنفيذ لذلك فالمطلوب من المجتمع المدني و الأجهزة السياسية الغيورة و التي لها حس وطني أن لا تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا "العدوان الأخلاقي " الذي يستهدف المجتمع الذي لطالما أفتخر بإسلامه المعتدل و بثوابته الراسخة ، و بعاداته و تقاليده المبنية على الإحترام و الحياء. يوسف الحايك/بريس تطوان