الشيخ الدكتور محمد بن الحبيب التجكاني ، من ألمع جيل الرواد الذين بنوا النهضة العلمية بالفكر والعلم والقلم، تميز منذ وقت مبكر من حياته، بالنبوغ والتفتح والقدرة على مسايرة الركب الحضاري والثقافي. تلقى الشيخ التيجكاني العلم على يد جملة من العلماء والفقهاء منهم : الشيخ مولاي مصطفى العلوي، الدكتور صالح الأشطر، الدكتور محمد فاروق النبهان، الاستاذ ابن عبد الله ، وغيرهم من أهل العلم والمعرفة. وحاصل على الإجازة في الآداب، الإجازة في الحقوق، شهادة الكفاءة في المحامات، دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية، شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية بدار الحديث الحسنية. وعرف الدكتور محمد الحبيب التجكاني بتبحره في العلوم النقلية والعقلية، فهو بحق عالم ضليع، متبحر، مشارك، له قدم راسخة في العلوم والمعارف المتنوعة، أغرق نفسه في قراءات حرة يلتهم ما يصل إليه من كتب ومجلات وصحف التهاما شديدا، فكانت قراءته متنوعة، ونَهِمَة، وموصولة الأسباب، حتى صار من قادة الفكر والعلم والعمل، وللشيخ محمد الحبيب التجكاني مواقف مشرفة عرف بها في الساحة العلمية. صنف الشيخ محمد الحبيب كتبا رفيعة في الدراسات الإسلامية، وشارك في تحقيق مخطوطات نفيسة، ولا يبخل بفكرة ولامعلومة وليس بكاتم للعلم والمعرفة، شارك في الدعوة الإسلامية وعظا ودروسا بالحكمة وبالعقل السديد، وبالأناة والحلم وسعة الصدر واستنارة البصيرة، ومما صنفه أستاذنا "تحقيق كتاب مسائل ابن رشد الجد" ، "تحقيق كتاب الفتح المبين في بيان الزكاة وبيت مال المسلمين" لعبد الرحمن المنجرة، "أحكام الربا في معترك التحديات"، "نظام التبرعات في الشريعة الإسلامية" ، "الإحسان الإلزامي وتطبيقاته في المغرب"، "الزكاة وتطبيقاتها المغربية إلى سنة 1319 ه". أما ما ألفه ولم يكمله فهم، "عقيدة الإسلام في مجلدين"، مدخل إلى المقارنات بين المذاهب الفقهية الأربعة". فمن درس لديه بكلية أصول الدين، لا يكاد يجلس معه قليلاً إلا فيخرج بفائدة علمية أو أدبية أو خلقية، تميز بوضوح العبارة، والسلاسة في إيصال المعلومات وقلة الحشو، وكان محبوه كثيرين من كافة الفئات.