حي الطالعة: وردة أمل وسط مزرعة اليأس لا يخفى على أغلب أبناء تطوان "حي الطالعة " الذي يبدأ من السوق الفوقي إلى حدود "قصبة سيدي المنطري" المنسية، هذا الحي الذي إذا تميز بشيء من ناحية المنشآت فسيكون هو مدرسة المعهد الحر التي بنيت ابان الإستعمار 1935م وقنوات مياه"السكوندو" ومسجد السوق الفوقي الذي يعود تاريخ بنائه إلى ق16م المقفول منذ 3 سنوات في انتطار الإصلاح . أما الساكنة كباقي سكان الأحياء الاخرى، غير أن الطالعة طالما عرفت كونها وكر من أوكار بيع جميع أنواع المخدرات و ما تبعها من أشكال الإجرام و الإنحراف فيكفي أن تكتب إسم الحي على محرك (جوجل) فيمدك بألوان من أخبار القتل وما تبعه ناهيك عن أعداد المدمنين الذين يتواردون على الحي من حين إلى آخر. بعد هذه المقدمة الشبه السوداء لابد من سطور تعطي لوردة الأمل حقها التي تستحقه، حيث قام مجموعة من شباب الحي في ظل هذه الظروف و في غياب لجمعيات مأطرة تهدف للإصلاح الحقيقي (وليس كتلك التي تنظم دوريات كرة القدم كلما اقتربت الإنتخابات لأهداف سياسية وصولية) بمبادرات حرة و بامكانيات متواضعة، واستطاعوا بذلك تغيير أشكال من التلوث و الأوساخ، بداية من تنقية مجاري الصرف الصحي إلى صباغة الجدران و تزيين الأزقة فضلا عن محاولة توعية السكان لتغيير سلوكياتهم تجاه المحافظة على نظافة الحي، والقطع مع عادة مراكمة أكياس الازبال في مداخل الأزقة بدل إنتظار "شاحنة النظافين"حيث لا يوجد مكان لحاويات الأزبال . إن مثل هذه المبادرات طبعا تهدف إلى التغيير الشكلي للحي، لكن مع تضاعفها و استمرارها حتما ستؤدي إلى تغير على مستوى السلوك و العادات وهذا هو الأهم. ختاما اقول ان هذه التجربة علمتني أن الإنسان يحب الجمال مهما صدر عنه من أفعال سيئة، كما أنني عرفت حق الفكرة القائلة بأن الأمور الشكلية تحتاج إلى وقت قصير و عمل ضئيل لتتغير، أما الأشياء المعنوية كالثقافة و السلوك فتحتاج إلى وقت طويل و عمل جاد لتؤتي أكلها . أحمد الحبشي