صوت مجلس حضرية تطوان بالأغلبية، ورفض مستشاري المعارضة، على الحساب الإداري للسنة المالية 2014 خلال أشغال دورة فبراير العادية 2015، وكان ملاحظا الحضور القوي للخطاب السياسي في تدخلات المستشارين، خاصة مع ما عاشته الحمامة البيضاء مؤخرا من " تسلل " اختلف المتتبعون على تقييم درجة خطورته وقدرته على التسجيل، حين انضم أشرف أبرون الرئيس المنتدب لفريق المغرب التطواني لكرة القدم لحزب الاستقلال، الأخير الذي تضررت صورته كثيرا بتطوان بعد اتهام قياديين فيه " بسرقة " لوحتين فنيتين تمثلان ذاكرة للتطوانيين ونقلهما لمكتب شباط بالرباط. وهكذا وبنبرة قوية ذكر رئيس الجماعة محمد ادعمار عن حزب العدالة والتنمية صباح الخميس 26 فبراير الجاري بقاعة الجلسات أن " حزب العدالة والتنمية لن يسمح بعبث العابثين، ولن يسمح بالمساس والتلاعب بالمسار الديمقراطي "، محذرا في الصدد من يهمهم الأمر أن " كرة الثلج ستحرقها حرارة الشارع ". نفس الخطاب ذو الطابع السياسي الحاد طبع كلمة النائب الرابع للرئيس عبد الواحد اسريحن المحسوب على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حليف المصباح داخل المكتب المسير للجماعة، عندما تسلق الجبل لحد بعيد، وكان أوضح من تلميح الأول، فكال اتهامات مباشرة وقاسية للسلطات، كونها، عملت إبان الانتخابات الجماعية السابقة على محاولة بلورة خريطة سياسية معينة كان الهدف منها تسليم المدينة لحزب واحد - في إشارة منه لحزب الأحرار – " إلا أن ذلك المنحى ذهب أدراج الرياح بتحالف الوردة والمصباح "، يضيف اسريحين الذي استرسل وهو يستحضر، كلام سابق لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران تمنى فيه وجود من وصفهم ب" رجال يكونو ثقة ويسخنولي كتافي "، بالقول " نحن في الاتحاد الاشتراكي بتطوان أوفياء لهذا التحالف، ونحن الرجال لي اتكلم عليهوم بنكيران وغنسخنولك كتافك فتطوان " وفق تعبير المتحدث . وحول ما جاء في تقرير الحساب الإداري للسنة المالية 2014، تحدثت المعارضة بالدورة المذكورة، عن عجز مالي نتيجة، ما وصف، بالتبذير وسوء التدبير، وعلى سبيل تمثيل التدخلات لا حصرها، استشهد المستشار التجمعي محمد القريشي في ذلك بعدة معطيات، كمبارة للتوظيف تم الإعلان عنها سابقا دون مراعاة الواقع الصعب لمالية الجماعة، مع تسجيله، ولوج عناصر داخل الجماعة عبر الإنعاش المؤقت، وانتقال مبلغ تدبير قطاع النظافة من 42 مليون درهم إلى 59 مليون وما يزال مرشحا للصعود علما أن إحدى الشركتين المفوض لهما تدبير المرفق تستغل مرأب الجماعة دون وجه حق بما يعادل ملايين أخرى من الدراهم. المستشار عبد السلام اخوماش ركز في تدخل له على مسألة تحويل أكثر من 10 مليون درهم من مخصصات الاستثمار إلى نفقات التسيير بالميزانية، واصفا الأمر، ببيع رب الأسرة لممتلكات بيته قصد الإنفاق، كما وعرج اخوماش للحديث عن أحكام قضائية ضد الجماعة لم تتم تصفيتها وأنها تشتمل على غرامات مالية عن كل يوم تأخير يمر دون تنفيذها مما يمثل تهديدا لماليةالمدينة . من جهته اعتبر فريق الأغلبية أن الحصيلة تبقى في المجمل ايجابية وجد مشرفة رغم الاكراهات وبعض العوائق، منبهة المستشارة ورئيسة لجنة التنمية البشرية مريمة بوجمعة، مكونات المجلس، من مغبة خطاب تبخيس عمل المنتخب والسياسي بشكل عام، مشيرة، أن المشهد يمثل عداء للديمقراطية. وفيما تحدث النائب الثامن للرئيس، سعيد بنزينة، عن أرقام كبيرة حققها تدبير المحجز البلدي مع تنقيله للمنطقة الصناعية، وكدا التدبير المعقلن للماء والكهرباء داخل المدينة في ظل استمرارية مشاريع التنمية، وإعمال الترشيد في النفقات بخصوص المحروقات، مذكرا بنزينة أن كمية، 18 ألف لتر من الغازوال و6 ألاف لتر من البينزين ما زالت موجودة، وهي من اعتمادات السنة المالية الماضية، رغم أننا على مشارف مارس 2015 . رأى رئيس الجماعة في معرض ردوده، أنه من غير المعقول الحديث عن الزيادة في استهلاك الماء والكهرباء وتغييب ما أضحت عليه المدينة من جمالية عبر شريطها ومناطقها الخضراء، وهدا لا يسقط المجهودات لترشيد الاستهلاك كحفر الآبار مثلا ، مضيفا ادعمار، أن المداخيل حققت نسبة 91.8 في المائة وأن الباقي استخلاصه الذي تراجع ل 5.88 في المائة تمثل الأموال المحولة نسبة 80 في المائة منه، وبخصوص مداخيل سوق الجملة للخضر والفواكه التي عرفت تراجعا ،اعتبرها ادعمار مع ذلك حققت نسبة معقولة، رغم " التجييش وتنظيم الوقفات الاحتجاجية وتمويل نشر المقالات الإعلامية " وفق رأيه، وهو يستحضر ربما فترة استبدال وكلاء المربعات وتثبيت آخرين جدد، ادعمار عاد سريعا لخطابه السياسي بذات تدخلاته، فذكر، اتجاه تدخلات المعارضة، قائلا " ما سمعناه داخل القاعة هو خطاب انتهازي سياسوي غرضه ضرب مستقبل المدينة خاصة من لدن من سبق لهم التسيير وتقلد المناصب بالجماعة ".