قبل رمضان.. ضيعت الملايين على مهرجان "موازين" بين شواذ وسفهاء باسم الفن.. ملايين كان الأحق أن تصرف على ترميم مباني آيلة للسقوط حتى لا نسمع عن أرواح تسقط بسبب الإهمال واللامسؤولية! في رمضان.. الملايين ضاعت على برامج الكاميرا الخفية السخيفة والمسلسلات التافهة التي تجلي غباء المخرجين وتخلف كتاب السيناريو ونقص الأفكار وقلة الإبداع.. ملايين كان من الممكن أن تسد حاجيات أسر مغربية من الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا.. ويتعففون عن أخذ "قفة القوالب"! ثم بعد انتهاء رمضان.. الملايين تبذر على ما أسموه ب الملحمة.. المشأمة.. قمة الانحطاط الفني والسخافة والبلاهة! لو أعادو توزيع أغنية "عبد الحليم حافظ" الماء والخضرة والوجه الحسن ربما لكان أحسن! ملايين كان الأرجح أن تبذل لأجل مساعدة أبناء المحتاجين على الاصطياف في هذه العطلة الصيفية في مخيمات تربوية تثقيفية تثبت فيهم الهوية والقيم حتى يكبروا وينجزوا لهذا البلد الملاحم الحقة! ملايين أعباد الله تصرف في الهزل.. وفي المقابل، المغرب يقترض ويقترض ويقترض، آخره مصادقة البنك الدولي على منح المغرب خطِّ قرضٍ 5 مليارات دولار على مدَى عامين، سنردها طبعا على مدى 40 سنة القادمة بالفوائد!!! مايسة سلامة الناجي