مما لاشك فيه أن الكثير يعترف بالرجولة بناءاً على مقاييس من ضمنها : التعني بالقوة , جمع الأموال بطرق أوبأخرى , السيطرة على الضعفاء , كثرة المعجبات والعشيرات ... إلخ. لكن ليست كل المعتقدات صحيحة وليس كل مايتفق عليه الناس صائباً . لنعد إلى الأصل الذي هو ديننا ونرى كيف عرّف بالرجال , فقد قال الله سبحانه وتعالى : ( رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... ) , الآية واضحة وضوح الشمس , فملهيات الدنيا لا تلهي الرجال عن ذكر الله وأداء الصلوات في أوقاتها وإيتاء الزكاة ... تلك إذن من علامات الرجولة , ثم قال أيظا سبحانه : ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) والآية تفسر لنا أن الصدق مع الله من صفات الرجال . فالرجولة أخي الكريم صفة لايتصف بها عدا الأتقياء ممن سموْا بأرواحهم عن ملذات الدنيا وشهواتها الفانية . فهل ترى أخي الحبيب أن استعمال المخدرات , وعلاقات الحب المحرمة , والتماطل في مد البصر , وسماع الأغاني , وقلة الحياء والغيرة بدافع التقدم والتطور ... هل تعتقد أن هذه الصفات وغيرها من المحرمات ترفع من رجولتك ؟ الأمر واضح ولايحتاج لتفسير , فبعدما أطال معظمهم في المحرمات ... تخنث أكثرهم وللأسف . إن الأمر يمس بشخصيتك , فإن كنت ذو نفس لاتقبل الإنحطاط فالزم التغيير , وإن كنت ذو نفس اسودّت بالذل ... فاصنع ماشئت .