شن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف اختصارا ب"داعش"، هجوما شديدا على شيوخ ما كان يُعرف بالسلفية الجهادية بالمغرب، يتقدمهم عمر الحدوشي، الذي أفرد له التنظيم الجهادي، شريطا خاصا، باعتباره "أحد الطاعنين في الدولة الإسلامية". شريط الفيديو، الذي يحمل عنوان "حقيقة مخالفي الدولة الإسلامية.. الحدوشي نموذجا"، استند في الهجوم على الحدوشي على تغريدات له يرد فيها على تصورات "داعش"، منها قوله "أصول خلافنا مع الدولة خمسة أمور التكفير بغير حق، والقتل بغير حق، والكذب والجهل وعدم مراعاة السياسة الشرعية في العمل الجهادي"، و"جماعة لها إسهال فكري وتكفيري لا تقوم لها قائمة ومؤسسها لا نسمع له حيا ولا ركزا". وأورد الفيديو قول الحدوشي انتقاده لفكر "داعش" في حديثه "ابتلينا بأناس يكفرون بالجملة يتركون النصيرية ويذبحون الموحدين، والسبب جهلهم المكعب والمركب الجهل الكثيف، هؤلاء أفسدوا الجهاد مع مسلمي الثورة"، وأيضا "عدم الرجوع للحق واعتراف بالخطأ أفضل من تأسيس إمام صغرى .. ما هكذا يكون الاتباع والانقياد للشرع". وانتقد الشريط المنسوب للتنظيم موقف الحدوشي من الجهاد، الذي يرى أنه "فرض كفاية"، على أنه "يثبط جموع الشباب" إلى ما أسمته "الهجرة والجهاد"، فيما عبر الحدوشي عن رفضه لهجرة بعض المغاربة بداعي القتال في سوريا تاركين ورائهم ديونا وأطفالا ونساء، وهو الموقف الذي رد عليه الشريط بالقول "لا بارك الله فيك لا أنت جاهدت ولا تركت الناس تجاهد ولا خلفتهم في أهليهم خيرا". وأضاف الشريط "رأينا كيف يصور (أي الحدوشي) الهجرة لنصرة الإسلام والمسلمين على أنها جهاد للطلب ملبسا بذلك على الناس دينهم"، مردفا "في المقابل يدعو لنصرة الإخوان الديمقراطيين وإعانتهم على باطلهم"، في إشارة إلى حركة النهضة بتونس، التي سبق للحدوشي أن دعا إلى نصرتها "حتى ولو أخطئوا لأنهم مأجورون على ذلك أيضا"، فيما تابع الشريط تهجمه على الحدوشي بالقول "حاشا الله أن يجعل نصر دينه بصناديق اقتراع شركية.. متى كان فاعل الشرك لتخفيف الشر مأجورا". وأثار المقطع المصور تصريحات صحفية للحدوشي عن وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، الذي وصفه الفيديو ب"وزير الظلم"، حيث جرى التركيز على "دفاع" الحدوشي عن الرميد، بعد أن تعرض الأخير لتهديد بالقتل قبل سنتين من طرف جماعة متطرفة، ما رآى فيه الشريط تناقضا مع "مفهوم الولاء والبراء". ولم يسلم الراحل عبد السلام ياسين، مرشد ومؤسس جماعة العدل والإحسان، من تهجمات شريط "داعش"، الذي وصفه ب"القبوري المشرك"، قبل أن يتناول صورة للحدوشي مع قياديين اشتراكيين مغاربة، الذين وصفهم ب"رؤوس الكفر والإلحاد من الشيوعيين"، فيما وصف الناشطَين السلفيين أبو حفص عبد الوهاب رفيقي ب"المترفض العلماني" وحسن الكتاني ب"الصوفي المترفض". من جهته، وصف المغربي أبو أنس جويد، المقاتل ضمن صفوف حركة شام الإسلام في سوريا، الشريط ب"التطاول" من طرف مَن أسماهم "الخوارج الجدد"، على أنه يحوي سبّاً وشتما واتهامات، للشيوخ المذكورين، مشيرا أن الإصدار الجديد "يترجم حقيقة داعش التكفيرية ويكشف حقيقتها وهدفها الحقيقي المتلخص في إفشال المشاريع الجهادية وإسقاط هيبة العلماء وتنصيب بدلهم شخصيات تويترية تافهة". وتابع أبو أنس بالتعقيب على صفحته الخاصة في موقع "فيسبوك" قائلا إن "داعش" تحاول تقسيم الساحات الجهادية في العالم "من خلال إعلان الخلافة المخادع"، مضيفا أن الكتاني والحدوشي "شعبيتهما في الأمة عالية لا يضرها نعيق تكفيري أو صراخ خارجي"، فيما سبق لأبي حفص أن رد على الفيديو ساخرا "مشيت فيها .. رافضي وعلماني.. جهتان كبيرتان لإباحة دمي.. المهم إيلا وقعات لي شي حاجة ها لخبار ف راسكوم".