تطوان مدينة كثيرة الأحبار والكتبة..... تطوان حاليا أو تطاوين ( أورشليم الصغيرة ) باللغة العبرية بهذه الأوصاف نعت يهود المغرب مدينة تطوان وهي أوصاف لها دلالتها وموقعها في التاريخ اليهودي ، هي (قدس صغيرة) كثيرة البيع والأحبار والكتبة والحاخامات ومنها كانت انطلاقة أغلب اليهود المغاربة إما إلى إسرائيل بعد تأسيسها أو إلى دول أوروبية خاصة أسبانيا وكذلك إلى الولاياتالمتحدة وكندا و فنزويلا ودول أخرى ويبدي العدد القليل من اليهود الموجودين بتطوان تشبثهم بمغربيتهم وخاصة بتقاليد البلد من موسيقى ومأكولات وملابس تقليدية. ويحافظون على علاقتهم بالمغاربة و يحتفظون بكثير من الصداقات والعلاقات الجيدة مع المسلمين بتطوان المعارة اليهودية بتطوان الحصن المنيع توجد المقبرة اليهودية بتطوان على طول الطريق الرابط بين جبل درسه وحي الطفلين وتمتد على مساحة 5 كيلومتر مربع ويعبر على جنباتها يوميا سكان أحياء ( البربوري و بوجراح العليا والكريان) ولا احد ينتبه إلى هذه المقبرة التي ينام فيها الموتى مند حوالي 05 قرن ونصف القرن ومند عام 2003 ومباشرة بعد استهدف المقبرة اليهودية في تفجيرات الدارالبيضاء والتي خلفت 45 قتيلا يحرس المقبرة اليهودية بتطوان حراس خاصين يتناوبون على حراستها يوميا ويمنع حاليا الدخول لهذه المقبرة التي تحتضن رفات العديد من اليهود المغاربة الذين ولودوا و توفوا بهذه المدينة التي عرفت تعايشا فريدا من نوعه بين المغاربة المسلمين والمغاربة اليهود من جهة و النصارى الاسبان من جهة أخرى وللمقبرة اليهودية وضع خاص فعلى يسارها تتواجد المقبرة الإسلامية بتطوان وغريب التفاوت بين مقابر المسلمين واليهود يموت المسلم في نفس اليوم مع اليهودي فيبدو المسلم وكأنه توفي مند قرون .ويوجد بالمقبرة محل من 10 أمتار على 5 ويسمى (الحزان) وتشعل فيه الشموع في عيد الشموع في مارس من كل سنة ويحضر اليهود من كل بقاع العالم للاحتفال بهذا العيد تقديسا وتقربا للربي وحبر اليهود الأعظم بتطوان (إسحاق بن وليد) المتوفى سنة 1870 والمدفون علب بعد 3 أو 4 أمتار من الحزان وتوجد مباشرة أمام الباب الرئيسي ( للمعارة ) المصلى والمغسل وتسمى (الصالة) والتي يعلو وسطها تابوت من الخشب والرخام يغسل عليه الميت ويكفن في ثوب ناصع البياض قبل الدفن الذي لا يختلف عن طقوس دفن المسلمين بذخ وأناقة حتى القبور من قال إن الأموات لا يهمهم كيف يدفنون وكيف تشيد صروحهم ؟ المقبرة اليهودية بتطوان اكبر شاهد على ذلك فبقدر ما هي ممتدة الأطراف بقدر ما يتفنن موتها داخل صروحهم المشيدة من الرخام النفيس والمرمر الذي يستقدم من كل من ايطالياواسبانيا على حساب حجم وطول الميت وابرز ما يميز المقبرة اليهودية بتطوان هو التفاوت الكبير في أشكالها وبذخها فهناك قبور تشبه الصروح التاريخية الباذخة،وهناك قبور متواضعة معتزة بنفسها ،وقبورهم عبارة عن لوحة فنية ذات جودة هندسية عالية الإتقان وعلى كل قبر من قبور اليهود قصة أو حكاية أو سيرة . ويبدو أن اليهود المغادرين لهذه الحياة يهمهم كثيرا أين يضعون رؤوسهم وكيف يمدون أقدامهم .المقابر القديمة لليهود موجودة على يسار مقابر المسلمين ولا يفصل بينهم سوى طريق للسيارات من 5 أمتار وأموات اليهود بدأو يدفنون هنا مند 5 قرون . وفي قبر يبدو عتيقا دفن "يعقوب أبرينطي "وهو يهودي تطواني والمتوفى في 16 سبتمبر 1926 وهو ومؤسس بيعة "السمو أل "بفنزويلا سنة 1980 والى جانبه ابنه (السمو أل أبرينطي) المتوفى في 11 يناير 1932 ويوجد على قبره صحن صغير من الرخام وغير بعيد يوجد قبر (مسعود السرفاتي ) توفي 2 يناير 1945 وبالعبرية (17tebet 5705) بلوحة هندسية رائعة وورود ويحمل شاهده تذكار خاص بك من زوجتك وابنتك .وهناك قبر أخر على شكل كتاب كتب عليه (هنا رفات الشاب "ميمون بن شاية" الذي توفي ب(lanjaron) بسبب تواجد الفحم بجانبه والذي كان سبب وفاته في 28/05/1926 عن عمر 21 سنة من الحياة وبجانبه يوجد قبر (ارون ليفي بن سباط) في 7 آذار5736 – 9 مارس 1976 وكتب علي قبره هذا القبر خاص بك وبابنتك .وقربه قبر لطفلة صغيرة ( Clara Cohen ) ولدت في يونيو 1917 وتوفيت في يونيو 1921 وكتب على قبرها هنا يرقد رفات طفلة صغيرة لم تعرف الحياة وسنظل نحبها إلى الأبد . هناك قبور أبدع أصحابها في تشكيلها ولا يعرف احد إن كان الموتى اليهود يوصون بأشكال قبورهم أم أن أقاربهم يتكفلون بإكرامهم معماريا وهذا مايبدو من القبر المزين بالورود من كل جانب ل (ben zaquen) والمتوفى في 13 مارس1955والذي تحمل لوحة قبره "هذه باقة ورد منا لتخليد ذكرى نسيان (زكين) ووالدي كان إنسان جيدا في حياته وكان قدوة لنا وإنسانا نبيلا وإنسانيا وضحكته دائما في فمه وبكرمه ملك قلوب الناس ويا إلهي إحفظه في فسيح جنانك أفضل فرد في عائلتنا الذي لن ننساه أبدا" ومعه ميتان آخران ربما يكونون من عائلة واحدة أو وربما هم أصدقاء جمعنهم الحياة وفرقتهم الموت قبل أن تجمعهم المقبرة من جديد .ونادر ما يدخل هذه المقبرة زوار ،أهالي الموتى ماتوا بدورهم أو هاجرو تطوان وتركوا فيها فقط رفات وعظام أهاليهم .فيما كان بعض الأطفال الصغار يحاولون اقتحام سور المقبرة للبحث عن نقود (باليورو) يضعها الزوار فوق القبور والورود أيضا.فيما لم تسلم بعض القبور من اللصوص ومدمني المخدرات القوية اللذين يعمدون إلى سرقة الرخام النفيس للقبور كما حكي ذلك حارس المقبرة الذي يقتن كتابة العبرية ولا يعرف قرأتها. واليهود اللذين عاشوا في تطوان مند طردهم من الأندلس كانوا في اغلبهم من الأغنياء وقبورهم تعكس وجاهتهم ومستواهم الاجتماعي .كما أنهم كانوا اقل من عددا من الاسبان . موتى مختلطو الدماء يوجد بالمقبرة أسماء لعائلات مختلطة الدماء، سعدية وحبيبة ومسعود مثلا تحمل أسماء عربية ولقبا يهوديا.حبيبة العسري زوجة حاييم بن عطار توفيت عن سن 76 سنة 1952 ومن المثير أن قبر لامرأة تدعى (Clara Laredo David israel) هو الوحيد الذي يحمل النجمة السداسية، وهي زوجة فيدال إسرائيل صاحب (بيعة) شهيرة بتطوان ماتت بإسرائيل في 12 QUISLEV سنة 5708 بالحساب العبري ودفنت بتطوان .كما أن عائلة (kohen ) تحمل شعار خاصا بها هو (اليد والتاج المرصع ) .وجل الأموات هناك يحملون معهم ألقابهم مثل ( بن طاطا- ليفي- بن زاكين – الكوهن- ازولاي – أقريش- موسيس- ابرينطي – بن كرياط – السرفاتي- بن عطار- ساحوم – أبراهام – بناني كار سون – بن إسراف ...) ولم تكن تطوان في يوم من الأيام تغري اليهود بالتجارة والبيع فقط بل تغري بالموت أيضا وهذا ما دفع يهود كثيرين من قارات مختلفة أن يتمددوا أخير في هذه المقبرة مثل (ESTER BEN ARROCH DE MOISES AMRAN) التي ولدت ب(RIO DE JANEIRO) بالبرازيل وماتت بتطوان في 1963 وكذلك (FORTUNA BITTON ) التي ولدت في اسبانيا في 1916 وماتت بتطوان في 1964 والتي كتب لها ابنها رسالة على شاهد قبرها " أيتها المنصورة بالله والمحبوبة من ابنها والتي ترقد بسلام إن احبائكي يتذكرونك دائما " رياح الحرب العالمية 2 تهب على المقبرة اليهودية بتطوان على المدخل الرئيسي من المقبرة توجد قبور صغيرة لأطفال كثيرين والحرب العالمية الثانية حاضرة بقوة في هذه المقبرة وجميع القبور تعرضت للإهمال والإتلاف وكستها الغابة ولم تعد جلية للعيان ربما أهملها اليهود حتى لا تذكرهم بالنازية وهذه القبور تؤرخ لأحلك فترات المواجهة بين الحلفاء وبلدان المحور بزعامة ألمانيا (هتلر) إنها قبور مختلفة تماما عن باقي القبور ويبدو وكأنها قبور رمزية لجثث وربما توجد بها شظايا فقط وربما توجد بها كامل الجثث ويحكى أن هذه القبور لضحايا ومن المحتمل جدا أن تكون هذه القبور للضحايا ما يعرف ب(كريستينا) باسبانيا . بيع اليهود بتطوان تعددت في (ملاح) يهود تطوان البيع وصارت تشبه (بالقدس الصغيرة) معقل الأقلية اليهودية سابقا بمدينة تطوان، وتوجد به تجارة الفواكه الجافة حاليا، وكذا المنازل الجميلة بشرفها، و الأزقة الضيقة المستقيمة ويطل هذا الحي من إحدى أزقته مباشرة على الباب الرئيسي للقصر الملكي بتطوان ويتواجد بهذا المعبد اليهودي الوحيد بالمدينة ( بيعة إسحاق ابن الوليد ) هذا المعبد الذي سيعاد ترميمه سنة 2001 من طرف حكومة الأندلس وبتعاون مع الجماعة الحضرية لتطوان وسيشرف على تدشينه (شيمون ليفي) ويوجد في تطوان حاليا 16 بيعة وهي عامة دور كبيرة يخصص فيها الطابق الأرضي للصلاة . ومن بين البيع التي لازالت تمارس فيه العادات والأعياد والصلوات إلى يومنا هذا بيعة توجد بشارع شكيب ارسلان الجديدي بتطوان وأول ما يواجهنا حين نلج هذه المصلى هو ضيق الفضاء فنجد ساحة من 16 إلى 20 مترا مربعا تنفتح عليها 3 غرف ضيقة وممتدة ويوجد كرسي يسمى (طبا)وهو الكرسي الذي تقرأ عليه التوراة في البيعة وهو مصنوع من خشب عادي مصبوغ باللون الاخصر وداخل الغرفة الكبيرة من البيعة يوجد (إيخال) وهي خزانة واسعة مصنوعة من الخشب وبها الكثير من (الأسفار) أي الكتب. ومن الصلوات التي تقام بهذه البيعة (رأس السنة) و(يوم الغفران) و(عيد المظال) و(فرحة التوراة أو عيد الشريعة) و(عيد الأنوار) وتوصف تطوان بمدينة القداسة والتهاليل حسب كتاب دراسات يهود تطوان فالبيع 16 لتطوان هي " بيعة يعقوب بن ملكا – بيعة إسحاق بن الوليد – بيعة موسى بن شطريت – بيعة يهودا أبنصور – بيعة فيدال بيباس – بيعة إبراهيم أبي درهم – بيعة يهودا ناحون – بيعة إسحاق ناحون – بيعة إبراهيم الناعوري – بيعة إبراهيم بيباس – بيعة سليمان أبي درهم – بيعة موسى إسرائيل – بيعة سليمان ناحون – بيعة فيدال إسرائيل – بيعة يوسف أبي درهم – بيعة اللاوي . النادي الثقافي اليهودي بعد تواجد المعبد اليهودي (البيعة) بالقرب من القصر الملكي بوسط المدينة يتواجد النادي الثقافي اليهودي على مرمى حجر من مقر إقامة والي تطوان بشارع مولى العباس بتطوان . هل يعدو الأمر مجرد صدفة ؟ أم أن لتواجد أهم أماكن تجمع اليهود بالقرب من الأماكن التي تحضي بحماية أمنية خاصة ذات دلالة.فالسلطة الأمنية بتطوان تضرب حماية كبيرة على هذا النادي والذي لا يغادر بابه رجال الأمن هذا النادي يحتوى بداخله على الجمعية الخيرية اليهودية بتطوان ،فقبل أحداث 11 من سبتمبر وأحداث الدارالبيضاء كانت الجمعية تمنح هذا النادي للأسر الفقيرة لإقامة حفلات الزفاف به . ومن المؤلفات العبرانية التي تتوفر عليها خزانة مكتبته "زكوت أبوت" لإبراهيم بن يهودا كورياط التطواني والذي توفي سنة 1806 في pise سنة 1812 و" رحيم بشوتيم " لرفائيل حاييم موسى بنعيم التطواني مولدا ونشأة وطبع في تونس سنة 1910 و" فيومر يسحاق " لإسحاق بن الوليد " حبر تطوان المتوفى سنة 1870 طبع في ليفورن سنة 1876 مدرسة الإتحاد الإسرائيلي بتطوان اندثرت جميع المعالم التي تؤرخ لهذه المدرسة وغابت عنها ملامح اليهود إلا انك بمجرد دخوله تحس انك دخلت إلى مكان تغيب عنه الثقافة الفرنسية ويشدك الحنين إلى ماضي هذه المدرسة التي تملئ ساحته الكثير من أشجار الأرز والورود ، وحسب تقرير كتب ما بين مارس 1891 وماي 1892 لمدرس بمدرسة الاتحاد الإسرائيلي في تطوان يدعي (مير اللاوي) أن الربي (إسحاق بن وليد) هو مؤسس هذه المدرسة سنة 1860 وهو ما أوردته (سارة ليبوفتشي) في كتابها (حولية تطوانchanique des juifs de tetouan ) وهو ما يعرف اليوم في تطوان بالمعهد الفرنسي .وهو محاذي لمسجد الحسن الثاني وغير بعيدة عن البيعة المتواجدة بشارع شكيب أرسلان الجديدي. عن ويكيليكس تطوان ربورطاج - ع.الحفيظ أولاد بوسلامة