المتتبع للساحة السياسية الخارجية ولو من بعيد، يمكنه أن يرى الضباب والغمام المتساقط على العلاقات المغربية والفرنسية التي لم تعرف لها مثيل من قبل، بسبب التصريح الذي قدمه السفير الفرنسي في واشنطن حيث قال بالحرف" العشيقة التي نضاجعها كل ليلة ليس بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها" واصفا بهذه العبارات النابية المغرب، و التي يرفضها المغاربة. حقا لبلدنا مكانة كبيرة في قلوبنا، وغيرة أعظم، لكن بقليل من العقلانية الإيجابية والتفكير المتدبر للأمور، يمكننا أن نطلب تفسيرا بسيطا لما يجري ببلادنا، كتسليم السيد بلمختار وزير التربية والتكوين المهني التعليم لفرنسا، أو بعبارة أوضح لقبلات القصر الإيليزي، ليتحكم بمصير شعب بكامله، أليس التوضيح الذي خرج من هذه الوزارة ليس له أي أساس من الصحة، حيث عللت ذلك الصفقة التي منحت للمستعمر القديم- الجديد، بكون الفرنسيين لهم خبرة في الميدان المنهجي والبيداغوجي وخبرة طويلة، ألم يكن بالمسؤولين قبل تعليلهم ان يقرؤوا قليلا في اكبر الجرائد الفرنسية انتشارا في العالم، أن التعليم الفرنسي به اعطاب، ولا يصلح للتطور التكنولوجي والعلمي، وأنه تعليم يكرس الطبقية، مع العلم اننا لسنا بحاجة لما نعيشه في تعليمنا من الطبقية، حيث الفرص التي تمنح للطلاب تتفاوت حسب الفروقات الاجتماعية و الاقتصادية، دون مراعاة القدرات العلمية !! ألم يطلع سيد الوزير على نداءات حقوقية ورسمية كالوزيرة الفرنسية فيوراسوا التي طالب بفتح أبواب الجامعات والدراسات العليا امام اللغة الإنجليزية !! ... أليس هذا ارتماء في حضن عاشق لا يبالي أصلا لمشاعر غريمته؟، وبماذا نسمي المشارع الكبرى التي تحظا بها الشركات والمؤسسات الفرنسية دون غيرها وبدون أي عروض طلبات مسبقة؟ بماذا نسمي هجرة الدول المتقدمة و على رأسها الفرنسي نحو اللغة الإنجليزية لتعزيز البحث العلمي؟، ومع ذلك يطلع علينا من يقول بالباكالوريا الدولية المفرنسة كليا !! أليس هذا ارتماء في سرير عاشق لا يحب عاشقته. وأخيرا نقول للحزب الفرنسي الاستعماري بالجلباب المغربي الأصيل، أنتم لا تتعدون رؤوس الأصابع ارحلوا و اتركو بلادنا بخير، لم يعد لكم مكان للدفاع عن مصالح فرنسا في بلادنا، ونقول للسيدة بنخلدون التي اصرت أن تقدم كلماتها في منبر دولي باللغة العربية معتذرة لضيوفها الجانب، فقد قامت بما لم يستع الرجال المستعمر الفرنسي القيام به، لك تحياتي !!! د.محند عادل