بقلم: حمزة البحري هي بمثابة الحرب الضارية منذ أن تحاول استقلالها الى أن تصل لوجهتك. تركبها الطبقة الكادحة وأصحاب الدخل المتوسط، بداية من محطتها حيث الزحام الكثير والكل يتسابق لها عند وقوفها بعد أن تقف مبتعدة عن محطتها أماما أو وراءا ببضعة أمتار، فترى المرأة المسنة والشاب القوي والرجل الكهل والمرأة الحاملة يتصارعون من أجل الصعود ثم بعد ذلك لأخد مقعد للجلوس، فتسمع صياح النساء على الرجال واستنجادا برجولتهم وأحيانا صدامات باليد والألسن، فيهدأ الجميع الى حين ويأخذ كل مكانه وتتحرك الحافلة وهكذا دواليك عند كل محطة، وخلال مسيرها لا يأبه السائق لأحد مسرعا غير آبه لمن هو واقف أو آبه لسرعته التي يتحرك بها، وخلال المسير قد ترى تصرفا انسانيا اتجاه سيدة من طرف شاب ما أو رجل شريف سامحا لها بالجلوس قليلا. الحافلة تفعل بك ما تشاء تارة على اليمين وتارة على اليسار أو بالأحرى سائقها يفعل ما يريد بها وبك، ويحدث أن يصعد لها السارق فيترك من سرقه ذاهلا نادما على صعوده، ويصعد من يجعلك تختنق بعرقه تاركا إياك كالذي أفاق صباحا من نومه، ويصعد لها المتسول الذي أجحفه الزمن الذي لم ينصفه. هكذا حافلتي صباحا كأنها متآمرة علي مع الزمن فتتعبك قبل أن تصل لوجهتك، فلا غرض تصل له في وقتك، ولا دراسة تتشربها علما تنتفع به وتنفع به وأنت في كامل قواك، ولا تمتعا بالنظر لمن ذهبت اليه متشوقا لرؤيته.