في السنوات القليلة بدأ البعض يحاول فرض سنة أمازيغية كعيد وطني في الشقيقة الجزائر قبل أن يتبنى ذلك بعض ممن يعتبرون ب"النشطاء الأمازيغ "في المغرب, ومن هنا نود أن نعرف ما هي الدلالات العلمية و التاريخية البتة التي تدل على هذه السنة ؟ فإذا عدنا إلى التقويمات القديمة و المعلومة سواء الميلادية أو الهجرية أو العبرية, سنجد كل تقويم مرتبط بحدث ديني أو تاريخي, فمثلا التقويم العبري, كما يطلق عليه و الذي يعتبر أقدم التقويمات الموجودة وهو التقويم "اليهودي", مرتبط بنزول الثورات كما ورد ذلك في الإسرائليات و يعتمد على أسلوب خاص به, فهو يعتمد على دوران الشمس و القمر و تصل شهور السنة "اليهودية" إلى 13 شهرا, فيما بدأ التقويم الميلادي اعتبارا من ميلاد عيسى عليه السلام, و يعتمد تقويمه على حساب دقيق قريبا من الحساب القمري معتمد عند المسلمين , لكنه لا يخضع للمعايير القمرية. أما التقويم الإسلامي فهو مرتبط بهجرة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة ويعتمد على حساب قمري المحظ. و من هنا يتضح لنا أن التقاويم لها مناسباتها وكل واحد منها يختلف عن الآخر, و هذا الأمر يشمل أيضا التقويمات القديمة كالرومانية و اليونانية و اللذان لهما أشكال متغايرة كذلك. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن الدلالة التاريخية التي توثق التاريخ الأمازيغي والتقويم الخاص الذي يمكن أن يتميز به تقويم الأمازيغي عن غيره. و كما هومعروف فإن التقويم الامازيغي يصادف 13 يناير من الشهر الميلادي و السنة الأمازيغية تصل الان إلى 2966 بمعنى قبل التقويم الميلادي نفسه , فكيف تم الإعتماد على هذا التاريخ على الرغم أن التقويم الأمازيغي يسبق التقويم الميلادي, سؤال لم نجد له جواب ولا دلائل علمية. وحتى إذا عدنا إلى السنوات الماضية سنجد أن أهل الريف وهم من الأمازيغ متجدرون في عبق التاريخ كانوا يؤرخون بعام الجوع و قبله بما كان يعرف ب "ثرزيث أورومي" أي معركة أنوال وهكذا بمعنى لا وجود لتقويم أمازيغي في جميع الأوساط الأمازيغية بمختلفها, و بحثت جليا على دليل واحد يشفي غليلي من وجود شيء يمكن أن نستند عليه لتوثيق السنة الأمازيغية سوى بعض الأساطير الوهمية التي تقول بأن الأمازيغ انتصروا على الفراعنة و كونوا مملكة الأمازيغ سنة 950 قبل الميلاد, و كل هذا الكلام لا يستند على معطيات دقيقة سوى أسطورة التي يصعب الإعتماد عليها. وإذا افترضنا وجود هذه السنة والتقويم جدلا, فإن المغاربة كشعب مسلم يوحدهم دينهم ويجمعهم, و الإسلام يجب ما قبله كما جاء ذلك على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم, فقد جاء في حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : كان ما كان من أعياد الجاهلية أبطلت وذلك لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد للأنصار يومين يلعبون فيهما ويعتبرهما أعيادا فقال صلى الله عليه و سلم : "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" أخرجه أبو داوود و صححه الألباني.