بقلم: عبد الله الزكري يعيش المغرب مع مطلع السنة 16 من القرن 21 ردة حقوقية خطيرة تجسدت في القمع الممارس على الأساتذة المتدربين في 6 مراكز يوم الخميس الأسود، وسبقتها تدخلات هنا وهناك في حقهم على مدى ثلاث أشهر من مقاطعتهم للدروس ومطالبتهم بحقهم في التوظيف المباشر بعد التكوين وارجاع المنحة لسابق عهدها، ومنه انقاذ التعليم العمومي من الزج به في مجزرة الخوصصة والتي تريد الدولة منها رفع يدها عن القطاع العام بصفة عامة. سبق الأساتذة المتدربين في نفس مضمار الطلبة الأطباء والمقيمون، الذين كابدوا المحن في نضالهم وسعيهم لاسترجاع حقوقهم فكان الثمن وتحقق المطلب، نكتفي بهذان المثلان للذكر فقط لا الحصر، فإن وطني لا يخلوا فيه يوم، إلا وتسجل العشرات من الوقفات والمسيرات والاحتجاجات عبر ربوعه من مختلف الفئات والشرائح. جمعتهم الوزرة البيضاء معا وجمعتهم الحقوق المهضومة وجمعتهم آلة القمع المنهالة على أجسادهم، نعم هي محن في ظاهرها وفي مجرياتها والمتتبع لها بنظرة شاشة الأخبار يراها كذلك وهو منسجم مع نفسه. لكن الناظر الى الأحداث بعين فاحصة مترقبة، تضع كل حدث في سياقه وكل تصريح في مضمونه والكل في داخل منهج قارئ للواقع من التاريخ البشري مستشرفا أفق الغد الربح الديمقراطي الحضاري. نعم إنها منح قد ساقها القدر وتجسد في أحداث وفي هذا الزمن بالظبط، ليست عبثا، وإنما جاءت منهضتا لهمم قد شاخت، وقطع طول الأمل معها بركب التغيير، وها نحن اليوم نرى الواقع السياسي على مرأى ومسمع القريب والبعيد، السياسي واللامنتمي، ذاك المواطن البسيط أيقن أيضا أن حقه ينتزع ولا يعطى. فئات اجتماعية مختلفة وخاصة الشباب الذي قتلوا فيه الهوية وروح الأمل والمبادرة، هاهو اليوم ينتعش ويدرك جليا ما خُط له عبر الزمن، ويا من راهن على شباب لا يهتم لأمر مجتمعه فقد خاب ضنكم به لأن شباب اليوم هم تلاميذ وطلاب مابعد 20 فبراير، شباب تنفسوا عبق الحرية في أول شهيق فإن كان شهيق بروح الحرية لا يتلوه زفير بطعم الخنوع.