بمناسبة إحتفالات الشعب المغربي قاطبة بالذكرى 40 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة التي تصادف 6 نونبر من كل عام و على غرار باقي أقاليم و عمالات و جهات المملكة فقد نظمت القنصلية المغربية حفلا بإحدى فنادق لندن عاصمة المملكة المتحدة يوم الأحد 15/11/2015. وفضل بعض أبناء المغرب المقيمين بالعاصمة عدم الحضور تعبيرا عن رفضهم لسياسة الإقصاء الممنهج المعتمدة من طرف إدارة القنصلية في طريقة إحتفالها بهذه المناسبة الغالية على جميع المغاربة الرافضون لحضور الحفل عبروا عن إمتعاضهم الشديد من سياسة التميز بين أبناء الوطن الواحد فالذكرى الأربعينية مناسبة وطنية لتعزيز الإحساس بالإنتماء للبلد الأم وتمثين الصلة بقضايا الوطن المصيرية ومد جسور التواصل بين أجيال مختلف فئات الجالية المغربية، وعبر أحد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار البرطانية قائلا عن هذا الاقصاء "ليست مناسبة شخصية (عيد ميلاد أو حفل خثان) يحضره عائلة القنصل وأعوانه والمقربين والقنصلية هي مؤسسة عمومية وظيفتها السهر ورعاية مصالح عموم المغاربة بدون تمييز" وأضاف قائلا "بالمناسبة نشد أنظار السيد القنصل المحترم إلى إحتفالات باقي الجاليات العربية بأعيادهم الوطنية بحيث توجه الدعوة للعموم بدون إستثناء أو تمييز". كما تساءل آخر "ألسنا مغاربة مواطنون كاملوا الأهلية ؟ أليس من حقنا ومن حق أبنائنا الإحتفال بأعياد وطننا على قدم المساواة؟" وأردف قائلا "طريقة إدارة الجهات المعنية للحفل يستشف منه إنسلاخ تام من قيم المواطنة و معاكسة صريحة لتوجيهات الملكية". سبق للملك محمد السادس في خطاب عيد العرش الأخير أن عبر عن استيائه من تعامل عدد من القناصلة في العالم مع المهاجرين المغاربة، معلنا في هذا السياق أنه سيتم إنهاء مهام كل من قصر في أداء واجبه، فقد أولى في خطابه، أهمية خاصة للجالية المغربية في الخارج التي يقدر عددها بأربعة ملايين ونصف المليون، حسب ما كان قد صرح به مجلس الجالية المغربية في الخارج، و أكد في معرض حديثه عن وضعية المهاجرين أنه عاين حالات عديدة لمهاجرين مغاربة خلال جولاته في أوروبا و الذين باتوا يعانون من مشاكل إدارية كبيرة خلال تعاملهم مع القنصليات المغربية. وفي نفس السياق أمر وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار بإنهاء مهام القناصلة الذين ثبت تقصيرهم في المهام المنوطة بهم خلال الأيام المقبلة، داعيا باقي المسؤولين في السفارات المغربية إلى احترام وتسهيل الخدمات للمهاجرين. وعلاقة بالموضوع من خلال تعليقه على الخطاب، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج عبد الله بوصوف في تصريح لوسائل الإعلام : "إن هذا الخطاب يؤكد على أن قضية الجالية المغربية أضحت قضية وطنية وأولوية في السياسات المغربية"، وشدد بوصوف على أن إنهاء مهام بعض القناصلة خطوة في الاتجاه الصحيح لتحسين العلاقة بين مغاربة المهجر والإدارات المغربية، مبرزا أن الخطاب الملكي هو بمثابة تأكيد على أن المهاجر المغربي لا يقل عن مغاربة الداخل، كما لقي قرار إعفاء القناصل المقصرين استحسانا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا من العديد من مغاربة العالم بالخارج.