بقلم: علي كلوج نعم سوف تحس برمضان عندما ترى شجار هنا و هناك من أجل شيء تافه لا يستحق السب و الشتم، عندما ترى الناس يتهافتون و يتنافسون على إقتناء ما لذ و طاب و حتى الذين يعجزون عن شرائها في الأيام الأخرى. سوف تحس برمضان عندما تذهب لمستشفى عمومي و لا تجد حتى من يستقبلك و لا من يرشدك أو ينصحك بل و لا أحد يسألك عن سبب مجيئك. نعم سوف تحس برمضان عندما ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن العطش و الجوع يكاد يقضي عليهم. نعم سوف تحس بشهر الصيام و القيام عندما ترى أغلب الناس يلبسون الجلبابة البيضاء لكن معظمهم لا يصلون. أكيد ستحس برمضان عندما ترى عدد المتسولين يفوق عدد المنفقين، فالمتسولون جعلوا من التسول مهنة تدر عليهم بالكثير من النقود التي تسد حاجياتهم طول السنة، سوف تحس برمضان عندما تجد أثمنة بعض المواد الغذائية مرتفعة بشكل مهول و مخيف. ستحس برمضان عندما تذهب لشراء شيء ما فتسأل البائع عن الثمن فيجيبك لكن إذا لم تشتري منه فاستعد لسماع كل أنواع السب و الشتم، أحيانا مجرد نظرة في الآخر يسألك لماذا تنظر إلي؟ ستحس برمضان عندما ترى نقص الفاعلية و الأداء عند الكثيرين و عدم القيام بواجباتهم كما ينبغي حيث نجد أن الكثيرين يتضاعف نومهم في هذا الشهر المبارك مقارنة مع الشهور الأخرى حيث يصاب الكثير منهم بالخمول، الكسل و الملل. سوف تحس برمضان عندما ترى معظم العائلات منشغلين في إعداد مختلف الأطعمة مما يضيع الوقت، فرمضان ليس شهر أكل، شرب، مشاهدة الأفلام، التنقل من قناة لقناة و السهر الكثير و النوم أكثر من اللازم. شهر رمضان محطة لمجاهدة النفس و تربيتها، فهو فرصة لنتدرب في أجوائه الإيمانية على الصبر، قوة الإرادة، و الإنضباط في كل شيء، و الإلتزام بالضوابط الشرعية و الأخلاقية، هو شهر الطاعة و التقرب من الله تعالى، فعلى الفرد المسلم أن يستغل كل دقيقة في عبادة الله لأن الوقت يعد هو رأسمال الفرد المسلم فهو أغلى ما يملك.