بقلم: حسن عيلاج * هل سمعت يوما شخصا يقول أننا نملك عقلان؟ هي فعلا حقيقة صحيحة لكن بمعنى آخر، فلدينا العقل الواعي و هو الذي يقوم بقيادة العقل اللاواعي لكن العقل اللاواعي أقوى منه و أسرع بكثير, إن العقل اللاواعي يخزن من الذكريات منذ ولادتك إلى مماتك، كل المعلومات التي تمر عليها مرور الكرام و يتجنبها عقلك الواعي تكون قد مرت عبر حاسة من حواسك لتستقر في ذاكرتك، ولا يقوم العقل الواعي إلا باستدعائها عند الحاجة إليها. هل تعلم أن عقلك اللاواعي يمكن أن يعالج ما يقارب 70000 خاطرة تمر بذهنك يوميا؟و هنا تكمن خطورة عدم الإنتباه للإيحاءات السلبية التي ترسل لنا و تمر عبر العقل الواعي، الأولى تصفيتها عبر العقل الواعي الذي نسيطر عليه، و الخبر السعيد أن العقل الاواعي قابل لإعادة البرمجة ، فإن كنت قد اعتقدت يوما أنك لن تنجح في حياتك و لن تقدر عاى التفوق ووو…فقد آن الأوان لتصحح تلك المعتقدات و تأمر عقلك اللاواعي لتغييرها فيبقى في النهاية العقل الواعي هو المبرمج. العقل اللاواعي خلقه الله تعالى ببرمجة فطرية لن تحتاج تعلمها أو تنتظر توجيه العقل الواعي مثلا على بعض العضلات اللاإرادية كالمعدة و القلب و الرءتان…تصور معي لو كنت تقوم بذلك بعقلك الواعي قتأتي لتأمر يدك أن تحمل قلما ثم تقول لا إخفق يا قلب خفقتان و رئة تنفسي و…فالحمد لله هاته المهمة الشاقة بل المستحيلة قد تكفل بها ربنا عزوجل و تركك تتكفل ببرمجة سلوكك و عاداتك و أعطاك حرية الإختيار. العقل اللاواعي دوره الرئيسي تحقيق أهداف العقل الواعي و هو بارع و متمكن في ذلك، و هو لا يميز في ذلك إن كان أخلاقيا أو لا أخلاقيا, إن كان جيدا أك قبيحا هو فقط سيدفعك لتحقيقه، فإن كان هدف العقل الواعي النجاح فسيعمل على جعلك الأفضل، و إن كان عقلك الواعي و لو من حيث لا يدري يوحي إليه بالفشل فسيعمل على جعلك أفضل فاشل على الإطلاق. إذن فلننتبه للرسائل التي نستقبلها بعقولنا، فتصبح تفكيرا، ثم يتحول التفكير المتكرر إلى سلوك، ثم يصبح سلوكنا عادة يمكن أن تترسخ حتى نموت عليها فلنحذر مرة أخرى. * مدرب معتمد في التفوق و تطوير الأداء الدراسي