في ذات اللأيام وبينما أنا أبحث عن العمل بعد أن حصلت على الإجازة التقيت أحد الزملاء الذي كان يدرس معي في الجامعة وعند ذهابنا للمقهى تفاجئت به وهو يخرج علبة السيجارة وأنا أعرفه منذ مدة طويلة فلم يسبق له أن شرب دخانا قط بل وكان يمارس الرياضة بشكل جيد!. فسألته في حيرة منذ مثى ؟ فقال منذ سنة ونصف بعد أن تخرجنا من الجامعة فقلت لماذا ؟ فأجابني جواب دفعني أتساءل وأبحث عن مغزاه إلى حد الأن . أنت تعرف بعد أن تخرجنا من الجامعة أجلس مع أصدقاء بشكل يومي وغالبيتهم من المدخنين ولكي تتقرب منهم أكثر يجب أن تدخن كي تشعر مثلهم وخصوصا أن السيجارة تضيف رونق وأن تتحدث وتعطيك الثقة بالنفس وماذا عن خطورته ؟ فقال أعرف ياصديقي أنه مضر ولا أستطيع فقلت وهل حاولت فقال : سأحاول لاحقا دعك من هذا الكل يدخن يبدو هذا الجواب غير منطقي نعم وأنا مثفق معكم بينما عقولنا لا تفرق بين المنطقي والخيالي وتعمل وفق ما نردده باستمرار ونركز عليه فنستشعره في الداخل فيبدأ الجسد بتنفيد السلوك المرغوب رويدا رويدا حثى يصبح عادة لها جذور عميقة ومع أننا نعرف خطورتها لكن لا نعيها اليوم في هذا المقال قررت أن أخصصه لأخطر العادات على وجه البسيطة وهي عادة التدخين وقد دفعني إلى ذالك سببين أولهما أنها فتاكة تحصد الملاين من القتلى سنويا عبر المعمور ومنهم بنو بلدي الحبيب والثاني أن اليوم العالمي من دون تدخين 31 ماي وإن كنت لا أحبد هذا النوع من التعامل مع هذه الأفات لأن الأمر يتعلق بمشكل خطير عالمي وليس مجرد سلوك نحسس له بل يجب العمل عليه باستمرار من زويا متعددة صحية ونفسية وتربوية وجزرية ... حثى نقلل من تداعياته إلى مستويات متحكم فيها يقول إستيفن كوفي مؤلف الكتاب الأكثر تأثيرا " العادات 7 للناس أكثر فاعلية " إننا نحن من يشكل العادة في الأول وفي الأخير العادة من يشكلنا. صحيح نتعلم كل العادات الإيجابية والسلبية منها بما في ذالك التدخين مرحلة مرحلة وفي الأخير نصبح مدخنين لانستغني عنها لأنه أصبح سلوك لا واعي مبرمج في العقل الباطن " المستوى الأواعي" ويسمى تكيف عصبي يعمل وفقه العقل وفق البرمجة والحل يكمن في تغير البرمجة إلى فعل لاواعيا إيجابيا مرغوب فيه يحل مكان الفعل القديم لا أ ريد أن أدخل في تفاصيل تقنية البرمجة العصبية حثى أسهل الفكرة عليك عزيزي القارئ وسأركز على طرق عملية مجربة لكي نخرج بوسائل ناجعة يمكن تطبيقها بغض النظر على المعرفة المسبقة بالبرمجة لأن هدفي هو الحل وليس تقديم معلومات موجودة في كل مكان أنت تعرف وأنا أعرف أناس كثر تخلصوا من عادة التدخين فلو تذكرنا أمثلة لذالك سنجد القاسم المشترك هو تغير الفكرة اتجاه العادة ' الوعي ' ، فمثلا حسام يشعر بضيق في صدره فيذهب لزيارة طبيب وبعد إجراء الفحوصات يقول له الطبيب " حسام إسمع ، صدرك أصبح أسود بسبب الدخان فإذا لم تقلع عنه ستكون العواقب جد وخيمة !! فبادر اليوم قبل الغد إذا أردت إنقاد نفسك " فيرجع حسام إلى المنزل والخوف يتملكه وصوت الطبيب في ذهنه فيقرر فورا الإقلاع عن التدخين بعدما كان يعرف خطورته ولا يستطيع من قبل!. ومثال أخر لمحمد الذي قرر التخلي عن العادة بعدما سمع خطيبا مؤثرا يتكلم عن خطورة التدخين وأنه تهلكة وقد أقر مجموعة كبيرة من العلماء بحرمته فيقتنع محمد ويترك العادة فورا بعدما كان يعرف خطورته ولا يستطيع من قبل كل هذه الأمثلة قاسمها المشترك هو ترسيخ الوعي لأن العادة تبلد الإحساس فيصبح صاحبها يتصرف بلا وعي بينما عندما يعي ما يفعل يصبح يقظا فترجع له فطرته السليمة فيتصرف بإنسانيته المعروفة " لا ضرر ولا ضرار " ومن أجل التخلص من هذه العادة الخطيرة سنتطرق قريبا إلى استراتجية مجربة وأعطت نتائج جيدة على مستوى العالم والمغرب أيضا وتحتاج إلى التطبيق والإصرار وتدريجيا ستكون العادة من الماضي بفضل الله {tanja24}