يشكل المغرب بفضل الدينامية الاقتصادية التي يعرفها وموقعه الجغرافي وكونه دولة ناشئة، وجهة مفضلة للشركات الاسبانية التي تبحث عن فرص الاستثمار والأعمال. ويعتبر اهتمام الشركات الاسبانية بالمغرب ، منطقيا ، بالنظر إلى قربه الجغرافي من أوروبا ، وهو الامر الذي يبدو جليا من خلال تزايد عدد البعثات التجارية إلى المغرب بمشاركة عدد كبير من الشركات العاملة في مختلف المجالات. هذا الحماس يؤكد مكانة إسبانيا كأول شريك للمغرب سواء كمورد أو مصدر ، الامر الذي يتعزز بفضل المناخ الملائم للاستثمار الذي تقدمه المملكة، ناهيك عن بنيته التحتية رفيعة المستوى، والنسيج الصناعي و النظام المالي الصلب الذي يعد أحد أفضل الانظمة المالية على المستوى الافريقي. وتعد المشاريع المهيكلة الكبرى في المغرب، من بينها ميناء طنجة المتوسط، و وإنشاء خط حديدي فائق السرعة، وتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وبرامج صناعية مندمجة، كلها عوامل تزيد من جاذبية المغرب. ينضاف الى ذلك الأمن والاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب، و الذي يتعزز بفضل قوة التوازنات الماكرو اقتصادية في البلاد. وفي هذا الصدد، أكد خافيير سيلدران، مدير معهد التنمية في جهة مرسيا (جنوب شرق إسبانيا)، المسؤول عن الترويج للشركات في الخارج و الذي ينظم بعثة اقتصادية الى المغرب من 7 الى 14 ماي الجاري ، على أهمية تعزيز العلاقات التجارية مع المغرب، باعتباره "سوقا استراتيجيا" للشركات في المنطقة. وتضم هذه البعثة التجارية تسع شركات من منطقة مورسيا في قطاعات متنوعة مثل المواد الغذائية، والتشييد والبناء، والصناعات الكيماوية واللوجستيك والنقل. وتنضاف هذه البعثة المقررة في ماي، الى وفد أخر من الشركات من بلاد الباسك المتوقعة ما بين 8 و 12 ماي والهادفة الى تعزيز العلاقات التجارية واستكشاف الفرص التي تتيحها السوق المغربية. ويشارك في هذه البعثة التجارية المنظمة من قبل غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمحافظة ألابا ( بلاد الباسك)، بالتعاون مع غرف التجارة في بلباو وغويبوسكوا، شركات عاملة في عدة قطاعات، بما في ذلك البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والسيارات والصناعات الغذائية. ومن المقرر أيضا أن تنظم شركات إسبانية أخرى بعثات لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين ، ما بين فاتح ماي و 11 منه. و كانت مقاولات من منطقة كانتابريا (شمال) قد قامت من 24 الى 28 أبريل الماضي بزيارة إلى مدينة طنجة، لاستكشاف الفرص التجارية والتعاون التي تزخر بها المدينة والجهة بصفة عامة. كما قامت شركات متخصصة في قطاع الطاقة المتجددة بزيارة الى المغرب، تضم ممثلي تسع مقاولات في قطاع الطاقة الشمسية الحرارية من بلاد الباسك (شمال) ، عملوا على تبادل الخبرات مع ممثلي الشركات والمنظمات والمؤسسات المغربية في هذا المجال . وتعتبر الشركات الباسكية رائدة في هذا القطاع في اسبانيا حيث قامت ببناء الكثير من المنصات الشمسية في إسبانيا وأيضا في الولاياتالمتحدة والمغرب وجنوب أفريقيا. * هشام بومهدي – و م ع