تحتضن عدد من المدن الاسبانية خلال الأسبوع الجاري سلسلة من اللقاءات الاقتصادية تخصص للتعريف بفرص الاستثمار في المغرب، الذي تعتبره الهيئات الاقتصادية الإسبانية بأنه يحظى بالاولوية. وتندرج هذه اللقاءات المنظمة بمدن بلد الوليد وسرقسطة وطليطلة، في إطار الأنشطة التي تنظمها سفارة المملكة في إسبانيا بتعاون مع عدد من الهيئات المؤسساتية المغربية والاسبانية، لتشجيع الاستثمارات الاسبانية في المغرب. وفي هذا الإطار تم أمس بمدينة بلد الوليد (شمال غرب إسبانيا)، تقديم فرص الاستثمار في المغرب، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة السيارات، أمام عدد من المستثمرين في منطقة قشتالة ليون. وشكل هذا اللقاء، الذي يتوخى تعزيز الاستثمارات الاسبانية في المغرب، فرصة لعرض المؤهلات الاقتصادية والبشرية التي تتوفر عليها المملكة، وخاصة في ما يتعلق بالقرب الجغرافي واليد العاملة المؤهلة. وتم خلال هذا اللقاء، الذي نشطه ممثلون عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات ومركز تنمية الطاقات المتجددة والاتحاد العام لمقاولات المغرب بشمال المملكة والمركز الجهوي للاستثمار بوجدة بجانب المستشار الاقتصادي بسفارة المغرب في مدريد، تقديم عروض أمام ممثلي المقاولات المهتمة بالاستثمار في المغرب حول الوضع الاقتصادي بالمغرب، خاصة في ما يتعلق بالقطاعات المرتبطة بالطاقات المتجددة وصناعة السيارات. وبهذه المناسبة استعرض السيد محمد البردعي عن مركز تنمية الطاقات المتجددة، السياسة الوطنية المتبعة في مجال تحقيق الفعالية الطاقية وتطوير الطاقة المتجددة للمساهمة في استخدامها بالمغرب بنسبة تصل إلى ما بين 8 و12 في المائة بحلول سنة 2012، وما بين 15 و20 في المائة في أفق سنة 2020، مذكرا في هذا الصدد بالقوانين التي اعتمدها المغرب من أجل المضي قدما في تطوير هذا القطاع الحيوي. وفي هذا الصدد شدد على أهمية البرامج المرتبطة بالطاقة الريحية والشمسية في المخطط الوطني للطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن المغرب اعتمد مقاربة جهوية في هذا القطاع لتطوير برامج هيكلية، وتعبئة الفاعلين الجهويين من أجل تحقيق التلاؤم والانسجام بين البرامج القطاعية. ومن جانبه أكد السيد المهدي الخطيب عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، أن تطوير صناعة السيارات يندرج في إطار مخطط الإقلاع الهادف إلى جلب الصناعيين الأجانب للاستثمار في المملكة، موضحا أن المنطقة الحرة في طنجة تشكل إحدى الأدوات الرئيسية لجذب الاستثمارات في قطاع السيارات. وأشار في هذا الصدد إلى المخطط الاستثماري لمجموعة "رينو ونيسان" في المغرب الذي يتضمن بناء مصنع بقيمة 600 مليون أورو لإنتاج 200 ألف سيارة سنويا وخلق 35 ألف فرصة شغل، مذكرا بأن هذا المعمل الذي سيتم بناؤه على مساحة 300 هكتار في المنطقة الحرة في ملوسة، يقع بالقرب من المركب المينائي الضخم طنجة المتوسط. ومن جهته ذكر المستشار الاقتصادي لدى سفارة المغرب في مدريد السيد ياسين الخطيب بالتدابير التي اتخذها المغرب لتسهيل المساطر المتعلقة بالاستثمار، ولا سيما من خلال إنشاء الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمارات والمراكز الجهوية للاستثمار، ومراجعة القوانين المتعلقة بالشركات وإحداث المحاكم الإدارية. وأبرز أن المغرب أصبح اليوم أرضية قوية لتطوير الشركات الأجنبية، مشيرا إلى الاوراش الكبرى التي أطلقها المغرب في مجال الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز البنيات التحتية وضمان انفتاح اقتصاده الناهض. وأكد المدير العام للصناعة في الحكومة المستقلة لقشتالة ليون كارلوس مارتن طوبالينا، في كلمة بالمناسبة، عزم إسبانيا على إقامة شراكة استراتيجية مع المغرب في جميع المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات تساهم بدون شك في توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين. وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكومة المستقلة بقشتالة ليون كانت قد نظمت العديد من البعثات التجارية إلى المغرب بهدف استكشاف فرص الاستثمار في المملكة. وسيتم تنظيم لقاءين آخرين بكل من مدينتي طليطلة وسرقسطة تهم قطاعات اقتصادية متعددة مع التركيز على البرامج المرتبطة بقطاعي البناء، ومخطط المغرب الأخضر فضلا عن تنظيم اتصالات ثنائية بين رجال الأعمال والمتخصصين في قطاع مكونات وصناعة السيارات والطاقات المتجددة.