شهدت مدينة طنجة، خلال سنة 2016، إطلاق مجموعة من المشاريع والبرامج على نطاق واسع، بميزانية إجمالية قدرها 513.5 مليون درهم، وذلك بهدف تحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية وضمان تنمية متكاملة وشاملة ومستدامة. وتروم هذه الأوراش، التي أطلقها الملك محمد السادس، تعزيز البنيات التحتية، والعرض الصحي والخدمات الاجتماعية، فضلا عن حماية البيئة وتنمية المؤهلات البشرية والاندماج الاجتماعي والمهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تأتي لتكريس جميع أوراش التنمية التي أطلقها الملك بمدينة البوغاز من أجل تعزيز مكانتها على الصعيد الدولي وجعلها نموذجا رائدا على المستوى الحضري والاقتصادي بالمغرب وبالضفة الجنوبية لبحر الأبيض المتوسط. وفي هذا الإطار، شهدت مدينة طنجة في شهر شتنبر الماضي، عملية إطلاق البرنامج المندمج لتأهيل حي طنجة البالية، الرامي إلى تحسين إطار عيش الساكنة المحلية ومصاحبة النمو الديمغرافي لهذه المنطقة التي أدمج جزء كبير منها حديثا في المدار الحضري. ويهم هذا البرنامج الاجتماعي، الذي رصد له استثمار إجمالي قدره 447 مليون درهم، تعميم تغطية الحي بشبكات الماء الشروب، والكهرباء والتطهير السائل، وتعزيز شبكة الإنارة العمومية، وتبليط الطرق، وإنجاز تجهيزات عمومية للقرب. وتتمثل أهم أهداف هذا المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الوازن "طنجة الكبرى" الذي تم إطلاقه سنة 2013 ، في تعميم تغطية الحي المستهدف بشبكات الماء الشروب، والكهرباء والتطهير السائل، وتعزيز شبكة الإنارة العمومية، وتبليط 40 كلم من الطرق، وإنجاز تجهيزات عمومية للقرب، وإعادة تهيئة وترحيل المطرح العمومي الحالي، إلى جانب إحداث مساحات خضراء. كما تم في نفس التاريخ إطلاق أشغال إنجاز "مركز صحي للقرب- مؤسسة محمد الخامس للتضامن" بمقاطعة بني مكادة باستثمار إجمالي يبلغ 37 مليون درهم. وينبع هذا المشروع التضامني بمدينة البوغاز من القناعة الراسخة لجلالة الملك حيال جعل الولوج للخدمات الطبية أحد الركائز الأساسية لتعزيز المواطنة، وعزم جلالته على النهوض بالعرض الصحي عبر توفير خدمات استشفائية للقرب وذات جودة، وتحفيز ولوج الأشخاص المعوزين للخدمات الصحية الأساسية، وتسريع التدخلات في حالة المستعجلات الطبية، وضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين يتطلب وضعهم الصحي فحوصات متخصصة. وستتيح هذه المبادرة تخفيف الضغط الحاصل على المؤسسات الاستشفائية الموجودة بالمنطقة، إلى جانب كونه سيجنب بعض الأشخاص المعوزين التنقل لمسافات طويلة، بما يثقل كاهلهم وكاهل أسرهم بمصاريف علاجات إضافية. وفي حي زياتن، أشرف الملك في فاتح يوليوز الماضي على إطلاق أشغال بناء دار التنمية المستدامة، وهي بنية مبتكرة تهدف إلى رفع مستوى الوعي العام بالقضايا البيئية، والتأكيد على خيار المغرب للانتقال إلى "الاقتصاد الأخضر". وتهدف هذه المعلمة، التي تم إنجازها من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بغلاف مالي يبلغ 12.5 مليون درهم، إلى مواكبة برنامج "طنجة الكبرى" من خلال التنمية البشرية للساكنة على أساس الوعي والتربية والتكوين بهدف المشاركة في تغيير سلوك المجتمع لتقاسم والحفاظ على الموارد بشكل أفضل. كما تم إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مركزين مخصصين لتربية وتكوين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، والتكفل الفردي بالمرضى الذين يعانون من سلوك إدماني بحي بني مكادة ومغوغة. ويؤكد إطلاق هذين المشروعين، اللذين رصدت لهما استثمارات بقيمة 17 مليون درهم، مرة أخرى، الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للتفتح والاندماج السوسيو- مهني للأشخاص في وضعية إعاقة، وحماية الشباب من كل انحراف أو خطر مجتمعي، لاسيما أولئك المنحدرين من أسر معوزة. وتعد الإرادة الملكية عاملا حاسما لجعل شمال المملكة منطقة مزدهرة ولتصبح مدينة البوغاز نافذة للمغرب، الذي يشهد تنمية اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة ويخطو خطوات جبارة نحو التحول إلى قطب للنمو وللتميز.