مع قرب انتهاء العطلة الصيفية، تجري استعدادات المكتبات وباعة الكتب المدرسية المستعملة على قدم وساق، لتوفير الحاجيات الأساسية لتأمين دخول مدرسي جيد. وتختلف سبل توفير الكتب والأدوات المدرسية بين أسر ميسورة تقتني مستلزمات الدخول المدرسي من المكتبات، وأخرى تلجأ مضطرة، لقلة إمكانياتها، إلى سوق الكتب المستعملة التي تستقطب شريحة مهمة من التلاميذ وأولياء التلاميذ، أو إلى الاستعارة من مكتبات بعض المؤسسات التعليمية، خاصة العمومية. فما أن يقترب موعد الدخول المدرسي حتى تتوجه نعيمة، ربة بيت وأم لثلاثة أبناء أحدهم بالمستوى الإعدادي واثنين بالمستوى الثانوي، إلى أحد باعة الكتب المستعملة، الذي دأبت على التردد عليه بشكل سنوي لتوفير ما يحتاجه أبناؤها لهذا الموعد. وأكدت نعيمة، أن المقابل الذي تدفعه للحصول على الكتب المطلوبة يعتبر مناسبا لدخل أسرتها مقارنة مع أسعار الكتب الجديدة، "فهي صفقة مربحة". نفس الرأي عبر عنه محمد، الذي يرى رغم عمله كموظف، أن مدخراته لا تكفي لتغطية نفقات الدخول المدرسي، لا سيما مع تقارب مواعيد مهمة في السنة تحتاج كل منها إلى نفقات خاصة، من قبيل شهر رمضان والعطلة الصيفية والدخول المدرسي وكذا عيد الأضحى. وأوضح في تصريح مماثل أنه يقصد سوق الكتب المستعملة لشراء كتب بأثمنة معقولة، خاصة لأبنائه الثلاثة الذين يتابعون دراستهم بالمدارس العمومية، مشيرا إلى أن هذا الخيار لا يناسب ابنه الرابع الذي يتابع دراسته بإحدى مؤسسات التعليم الخصوصي،"التي تلزم التلاميذ بنسخ جديدة من الكتب المدرسية كل سنة". وفي حديثه عن أجواء الدخول المدرسي، استحضر محمدا أيام الدراسة حينما كان يتناوب أفراد الأسرة على نفس المقرر الدراسي لسنوات، بل يمتد النفع ليشمل أبناء الجيران، معتبرا أن تعدد البرامج الدراسية واختلافها من مؤسسة لأخرى لا يتيح هذه الإمكانية. من جهته، أوضح خالد، بائع للكتب المستعملة، أنه يشتري كتبا يقل ثمنها بنسبة 30 إلى 40 في المائة عن ثمنها الأصلي، حسب الحالة التي تتواجد عليها، ليبيعها بسعر يفوق ثمن شرائها ب50 إلى 60 في المائة، وأحيانا بنسبة أعلى تزيد حسب الطلب. وبشأن الكتب الأكثر طلبا من قبل التلاميذ، أوضح خالد أن الأمر يتعلق في الغالب بكتب السنة الثالثة من السلك الثانوي الإعدادي والسنتين الأولى والثانية من سلك الباكالوريا، بالإضافة إلى كتب الإعداد للاختبارات التي تزايد إقبال الطلبة عليها، فيما لا تمثل الكتب المستوردة من الخارج والموجهة للمدارس الخاصة، حسب البائع، فرصا جيدة لأن معظمها يتغير بشكل سنوي تقريبا. من جهة أخرى، يشكل بيع الكتب المستعملة سواء في بعض الأسواق الخاصة المتواجدة في بعض مدن المملكة، أو في فضاءات متفرقة بين الأزقة ومحاور المدن العتيقة أو الأحياء الشعبية وبعض الفضاءات العمومية؛ كما هو الشأن بالنسبة لمدينة الرباط، فرصة للشباب لممارسة نشاط موسمي يتيح لهم تأمين تمويل دخولهم المدرسي أو مساعدة أولياء أمورهم من ذوي الدخل المحدود.