أشرف الملك محمد السادس، اليوم السبت بطنجة، على تدشين شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي يحمل إسم الوزير الأول لحكومة التناوب التي إمتدت من سنة 1998 إلى 2002. وتشكل هذه المبادرة الملكية، تكريما لأحد أبناء طنجة وكبار شخصيات الحركة الوطنية، ورجل الدولة الذي طالما أبان عن تفانيه الكبير وحكمته وتبصره ونكران الذات في الاضطلاع بمسؤولياته. ويقع شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي كان يحمل سابقا إسم "السلام" بوسط مدينة طنجة، حيث يربط شارع مولاي يوسف بشوارع مولاي عبد الحفيظ ومولاي عبد العزيز ومولاي سليمان وهارون الرشيد. تجدر الإشارة إلى أن اليوسفي إزداد في 8 مارس 1924 بطنجة، محام، وقد طرد من الثانوية لمشاركته ومساهمته في اندلاع المظاهرات بعد تقديم وثيقة الاستقلال، عضو في حزب الإستقلال سنة 1944، وتم نفيه وعدم السماح له بالإقامة في فرنسا نظرا للدور الذي كان يقوم به وسط الجالية المغربية وحثهم على مناهضة الاستعمار. كما يعتبر اليوسفي من مؤسسي الإتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959، وقد ترأس أشغال المؤتمر الوطني التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية 1959، وكان عضوا في الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في السادس من شتنبر 1959 وجرى اعتقاله في 15 دجنبر 1959. وساهم اليوسفي في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية سنة 1963، كما شغل منصب أمين مساعد عام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية من سنة 1963 إلى سنة 1977، وتم إعتقاله مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية المجتمعة في 16 يوليوز 1963 وحكم عليه بسنتين مع وقف التنفيذ، كما سبق وأن حكم عليه غيابيا في جلسات محاكم مراكش (1969 – 1975) وطالبت النيابة العامة بإصدار حكم الإعدام في حقه، قبل أن يصدر حكم بالعفو عنه سنة 1980 وعاد إلى المغرب في 18 أكتوبر 1980. اليوسفي ساهم في تأسيس الكتلة الديمقراطية سنة 1992، كما تسلم إدارة جريدة الاتحاد الاشتراكي عام 1995، قبل أن يعين وزيرا أول للحكومة المغربية في 4 فبراير 1998، وشكل حكومة التناوب، وانتخب كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر الوطني السادس سنة 2001، ليقدم بعدها استقالته ويعتزل السياسة في 27 أكتوبر 2003.