عناصر تفكير أولية يرى المفكر الأستاذ عبدالله العروي أن من أسباب فشل الإصلاح عجز المصلحين المغاربة على تحقيق تحول فكري و اجتماعي جذريين. و حتى لا يصيبنا العمى ونبدد كل المجهود الفكري و النظري الذي بذلته النخب المثقفة المغربية و هي في عمومها تقدمية ديمقراطية خاصة بعد 1956، يمكننا القول بأن شباب 20 فبراير ليس ابن الفيسبوك كما يحاول أن يفهمنا البعض بل إن الشباب المغربي هو ابن هذه الثقافة الديمقراطية التقدمية التي لم ننتبه كمنتجين لها أن إقصائها من المجال الرسمي لم يمنعها من تشكيل وعي الشباب المغربي الحالي. و هذه حقيقة ستفتح الباب أمام توزيع جديد لموازين القوى الثقافي كشرط من شروط تجديد الإنتاج الإبداعي و الفكري و المعرفي ببلادنا. و إذا ما انظاف التحول السياسي إلى هذا التحول الثقافي فإن الطريق سيصبح سالكا أمام تحولات اجتماعية عميقة لتتوفر بذلك كل شروط بناء مجتمع جديد الذي طالما حلم به رواد اليسار المغربي من أمثال الشهيد المهدي ينبركة و عمر بنجلون و عبد الرحيم بوعبيد و اللائحة طويلة. حركة 20 فبراير مدا بعد 20 مارس ؟ بعد أن عبرنا عن رأينا و فهمنا لحركة 20 فبراير في مقالين سابقين ( عناصر تفكير أولية في حركة 20 فبراير 1و2) والتي نرى أنها تنبع من صميم هذا الشعب و حركته التحررية.وبأنها جاءت لتخرج الحركة الإصلاحية المغربية من الشرنقة التي انحشرت فيها بسبب ضعف قياداتها و تشرذم تياراتها و بالأخص بسبب اختلال موازين القوى لصالح خصومها. وبأنها جاءت لتجدّد الحركة الإصلاحية المغربية وتوفر إمكانية حقيقية لإنجاز انتقال فعلي للديمقراطية. من هذا المنطلق و من باب القيام بالواجب اتجاها نتقدم هنا ببعض المقترحات التي قد تساهم في تعزيز سير حركة 20 فبراير نحو أهدافها العظيمة. 11 - ضرورة حفاظ الحركة على وحدتها بل ضرورة تعزيز هذه الوحدة و تمتينها. الخطاب هنا موجه للجميع لكنه يخص أكثر ثلاث جهات. الجهة الأولي و التي ترى أن مطلب الملكية البرلمانية الآن غير موضوعي و البلاد في غير حاجة له. لكنها تنسى أن المسافة بين الواقع و الملكية البرلمانية قد تقلصت تدريجيا لكي تنعدم تماما فإما إصلاح جذري يفتح آفاقا جديدة للتطور و السير نحو المجتمع الديمقراطي الحداثي و إما الجمود و فتح الباب على كل مجهول. الجهة الثانية التي تتناسى أو لا تريد الاعتراف بان الشعب المغربي لم يطوي بعد ملف استكمال و حدته الترابية و استكمال تحرير المناطق المحتلة من طرف إسبانيا.و حركة 20 فبراير جاءت لتأهل المغرب كي ينجز هذه المهام الوطنية في أحسن الظروف. الجهة الثالثة التي لا تريد أن ترى في حركة 20 فبراير بعدها الديمقراطي و تتعامل مع هذا البعد وكأنه مجرد تاكتيك يمكن بعده إذا ما نضجت الظروف إبراز عمقها الاستراتيجي المعادي للديمقراطية. قد يفهم من هذه التنبيهات أننا نحرض على جهات بعينها .لكن السكوت على هذا الواقع سيكون خطره أكبر بكثير و ثمنه أفدح بما لا يقاس.فحركة 20 فبراير تعتمل داخلها تيارات متعددة متفاوتة القناعة الوطنية و الديمقراطية لكن الحركة بطبيعتها على الأقل من وجهة نظرنا حركة إصلاحية جذرية.و هذه الطبيعة لا بد وأن تكون العمود الفقري و المحرك الأساسي للحركة. دون أن يعي ذلك التفريط أو محاربة باقي مكونات الحركة. و على كل تحمل مسؤولياته اتجاه الوطن و الشعب. 12 - و نحن نعلن انتمائنا الواضح لتيار الإصلاح الجذري ننبه إلى أن الحسم في طبيعة وحجم التغيير الدستوري المرتقب سيحسم يوم الاستفتاء.فإما أن تكون التعديلات بحجم انتظارات الحركة فتقول نعم ضدا على كل جيوب المقاومة والمحافظة التي لا يجب بتاتا استصغار قدراتها ما ظهر منها وما بطن و تأجل.وإما أن تكون التغييرات دون انتظارات الحركة فتقول لا. مما يتطلب من الحركة استجماع ما يكفي من الناخبين لإسقاط المشروع المعروض للاستفتاء بشكل ديمقراطي.فما هي مقتضيات و متطلبات هكذا سيناريو؟ على حركة 20 فبراير الانفتاح على كل القوى الإصلاحية والديمقراطية بالبلاد و تعزيز صفوفها بكل مواطن يتوق حقا إلى الحرية و الديمقراطية و الكرامة و العدالة الاجتماعية وذلك لضمان تكثل جماهيري واسع قادر على الحسم النهائي يوم الاقتراع. 13 - هذا التكثل يستوجب العمل في اتجاهين. اتجاه تدقيق المطالب السياسية و الدستورية و الاجتماعية و الثقافية والحقوقية و بسرعة. و اتجاه ثان يتطلب من الحركة القيام بحملة واسعة لشرح هذه المطالب لكل الفئات الشعبية و إقناعها بوجاهتها.كلا الشرطين يتطلب بذل جهود فكرية و معرفية كبيرة لتدقيق الصياغة و تبسيطها حتى تكون في متناول الجميع .كما سيتطلب الأمر تجديد آليات التواصل و تنويعها و الواقع المغربي فيه ما يكفي من الخبرات و القدرات لإنجاز المهمة على أحسن وجه. 14- لم تبرز الحركة كما و نوعا إلا بعد تظاهرة 20 فبراير. فالتظاهر بالنسبة للحركة أهم أدوات الفعل المتوفرة لديها. ولضمان استمرارية وفعالية هذه الوسيلة لا بد من ضمان استمرار التعاطف الجماهري معها.ليس العنف وحده من يهدد التظاهرات بل لا بد من ضبط مواعيدها وطقوسها حتى لا يسهل استعداء الناس عليها بمبررات واهية. فالحركة مطالبة بإضفاء نوع من القداسة على فعل التظاهر حتى لا يميعه خصوم الحركة وأعداء التغيير. 15 - إذا كان من الضروري ضبط هذه الجوانب الشكلية لآليات النضال فمن الأهم شحن هذه الآليات بمحتويات ومضامين تدعم المطلب الإصلاحي الجدري وتقويه.في هذا الإطار سيكون من وجهة نظرنا لزاما على الحركة الدعوة بل والنضال من أجل أن تكون تظاهرة فاتح ماي لهذه السنة وحدوية بين الطبقة العاملة و تنظيماتها النقابية من جهة و حركة 20 فبراير من جهة ثانية.و بذلك ستؤسس الحركة لانطلاقة جديدة في مسار الحركة العمالية المغربية. فلن يستطيع أي كان التنصل من روح فاتح ماي 2011 الوحدوية. و الوحدة هنا لست حاجة نظرية و لا حتى سياسية بل هي حاجة وطنية لاستكمال مهام بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي الذي تهفوا إليه جماهير الشعب المغربي منذ عشرات العقود وأدت من أجله أثمان باهظة. فاس في 23 مارس 2011 حركة 20 فبراير والطبقة العاملة أية علاقة؟ 16 - ننطلق في طرح هذا التساؤل من فهم خاص لحركة 20 فبراير. والذي نرى من خلاله أنها حركة إصلاح جذرية جاءت لتجدد الحركة الإصلاحية المغربية في لحظة تاريخية دخلت فيها هذه الأخيرة مرحلة أزمة بنيوية جعلتها عاجزة عن تحقيق أهدافها. لقد جاءت حركة 20 فبراير نتيجة تطور الحركة الإصلاحية المغربية من جهة و التحول الجيوسياسي الهائل الذي دخلته المنطقة العربية منذ ثلاثة اشهر من جهة ثانية.لقد جاءت حركة 20 فبراير بأفق إصلاحي جذري يضع المغرب ولأول مرة أمام إمكانية تحقيق انتقال المجتمع المغربي فعلا إلى الديمقراطية والحداثة.فهل ستفي الحركة بكل وعودها أم أنها ستخلف بدورها موعدا جديدا مع التاريخ...؟ 17 - قراءة أولية لمسار حركة 20 فبراير منذ انطلاقتها يعزز احتمالات التفاعل الإيجابي مع حركة التاريخ. لكن لا بد من التنبيه، أو لا بد من التوقف بجدية عند عنصرين ضروريين في نظرنا. العنصر الأول هو مسألة حركة 20 فبراير ومحتواها الاجتماعي. والعنصر الثاني حركة 20 فبراير ومحتواها الثقافي.سنكتفي في هذه الورقة بالتوقف عند العنصر الأول يعني حركة 20 فبراير والمحتوى الاجتماعي على لأن نعود قريبا لعنصر الثقافي. 18 - حركة من هذه الطبيعة لا بد و أهنا تحمل معها إمكانيات فعلية لحل الكثير من قضايا الحركة الإصلاحية المغربية بكل مكوناتها السياسية و الاجتماعية و الثقافية.لكنها قبل ذلك عليها لزاما مواجهة صريحة مع الصعوبات الموضوعية التي تواجهها.هنالك أولا الصعوبات الداخلية للحركة و كن جهة ثانية هنالك الصعوبات الخارجية. 19 - يظهر بوضوح الآن تجاذب تيارين أساسين داخل الحركة دون أن يستطيع أي منهما دفع الحركة باتجاهه الخاص.هنالك تيار الإصلاح الجذري بكل أطيافه و إن لم تكن كلها مع هذه الجذرية. ثم هنالك التيار الثوري و إن لم يكن كله على نفس الخط مع الطابع الوطني أو الديمقراطي العام الذين يحكمان الحركة في مجملها.فاليسار الراديكالي يضع نفسه خارج الإجماع الوطني في مسألة الوحدة الترابية و هو لا يخفي تعاطفه مع الحركة الانفصالية. أما التيار الديني فلا يقبل بإمارة المؤمنين و لا يخفي ميولاته الجمهورية. 20-ما يؤخد على هذين التيارين هو تعاملهما التكتيكي مع المطالب العامة لحركة 20 فبراير فكل منهما ينتظر أن تنضج الظروف لإعلان اختياراته الإستراتيجية. و هذا التعامل هو ما يجعل التيارين يميلان دائما نحو رقع سقف المطالب وتصعيد المواجهات مع الخصوم أملا في جذب الحركة بمجملها نحو مواقفها الخاصة. بل تجده في الحوارات التي تدور بين المناضلين يعمل على تبخيس مطالب الحركة واتهمها بالتنازل الغير مبرر. و يعقد المقارنات الغير مبررة مع التجارب العربية الأخرى و إن بشكل انتقائي. 21 - خطورة هذا المسلك كونه يتهدد انسجام و وحدة الحركة. و كذلك هو لا يأخذ بعين الاعتبار رأي أغلبية الشعب المغربي الذي لا ينخرط بالضرورة في حركة 20 فبراير حتى وإن تقاسم معها الكثير من أهدافها أو بعضها فقط. و هو بهذا الموقف لا يشجع على تقوية جاذبية الحركة و جماهريتها . 22-ما العمل في هذه الحال؟ هل تتجه الحركة نحو النقاش الداخلي الذي سيستنزفها بكل تأكيد.الحركة هي قبل كل شيء حراك ملموس على أرض الواقع فكيف له أن يغرق أعضاءه في نقاشات هم غير مؤهلين للخوض فيها. و نعني هنا بالضبط شباب 20 فبراير الذي جاء للحركة من منطلقات غير تلك التي تحرك باقي الفاعلين في الحركة. 23 - يتجه التفكير نحو إجراءات تقنية تعزيز آلية التظاهر بتحصينها من التمييع و تحريض المواطنين عليها. أو تدقيق الشعارات و ضبطها و تعميمها على المواطنين...الخ. لكن كل هذه الإحترازات لن تصمد أمام الرغبات الغير معلنة للتيارات الثورية التي تعمل داخل الحركة. فما المخرج إذن؟ 24 - المخرج الناجع في نظرنا يكمن في البحث عن إغناء المكونات الاجتماعية للحركة التي قد تمدها بقدرة حقيقية على لجم كل جنوح يكسر وحدة أهداف الحركة و يمدها كذلك بالعنصر البشري الذي يستطيع كميا كذلك خلق التوازن الضروري. من وجهة نظرنا ليس هنالك من مكون اجتماعي يفي بهذه الأهداف غير الطبقة العاملة. 25- فالطبقة العاملة لها تواجد بشري مهم في كل مدن وقرى البلاد. 26 - موقع الطبقة العاملة في النظام الإنتاجي والإداري تواجد استراتيجي لا يمكن إلا أن يزن ثقيلا في كل الحسابات. 27 - موقف الطبقة العاملة مركزي في كل الطروحات المرتبطة بالمسألة الاجتماعية. و الطبقة العملة هي الفئة التي يمكنها أكثر من غيرها تحقيق أوسع المكاسب للفئات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة. 28 - للطبقة العاملة منذ تشكلها داخل المجتمع المغربي دور حاسم في المعارك الكبرى التي خاضها المغاربة سواء تعلق الأمر بتحقيق استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي أو عند انطلاق النضال من أجل استكمال الوحدة الترابية في ترابط مع المعركة من أجل الديمقراطية. و اليوم و المغرب أمام تحول تاريخي فلا يمكن إلا أن تحتل الطبقة العاملة دور القوة الحاسمة لتحقيق أهداف الشعب المغربي.اليوم تجد حركة 20 فبراير نفسها أمام الحاجة الماسة لتدخل الطبقة العاملة في معركة الإصلاح الجذري الذي أطلقته . 29 - إن انخراط الطبقة العاملة في حركة 20 فبراير سيقدم لها إضافة نوعية تجعل خصوم الحركة يسقط في يدهم كما يقال.لأن التحاق الطبقة العاملة سيحول في العمق حركة 20 فبراير و يحولها إلى حركة جماهيرية بكل معنى الكلمة. و ساعتها ستفشل كل المناورات التي تعمل على إحداث تمايز داخل الحركة الشبابية. إن تحريك «شباب 9 مارس» لن يعود له معنى بالنسبة لمستقبل الحركة في مجملها. 30 - لكل هذه الاعتبارات نرى أن من واجب حركة 20 فبراير دعوة الطبقة العاملة لتعزيز صفوف حركة 20 فبراير وتحصينها من كل محاولات التفتيت و التحريف و من كل المناورات و المؤامرات. و فاتح ماي الوحدوي هو المدخل الحقيقي لهذا التحول الحاسم حركة 20 فبرايروالطبقة العاملة أية علاقة؟ في الجزء الأول من المقال حددنا أسباب و أهمية الدعوة لتنظيم فاتح ماي وحدوي جماهيري في كونها ستوسع القاعدة الاجتماعية للحركة يتضم أكثر الفئات الاجتماعية قدرة على تقويتها (الحركة) و المساعدة على ضبط توازناتها بشكل إيجابي.كما أن الطبقة العاملة هي الفئة التي حسمت بتدخلها معارك الإصلاح و التغيير التي عرفها المغرب الحديث سواء تعلق الأمر بالمعركة من أجل الاستقلال أو المعركة من أجل الديمقراطية. لكن هذا التحليل في حدود صلاحيته سيضل جزئيا إذا هو لم لن يطرح الأدوار والمهام التي ستطرحها حركة 20 فبراير على الطبقة العاملة. فحسب تصورنا وفهمنا لحركة 20 فبراير فهي حركة تغيير قوية ستستمر في الفعل و التأثير لمدد متوسطة و طويلة المدى بعد أن تكون آثارها القصيرة المدى قد أنجزت و حققت الكثير من المكاسب للشعب المغربي. سيتم استمرار مفعول الحركة و تأثيرها سياسيا لكن و بكل تأكيد فأن أدوارها الاجتماعية و الثقافية ستكون كبيرة الحجم و التأثير و هو ما سيتم من خلال عدة تنظيمات اجتماعية على رأسها الطبقة العاملة.فالطبقة العاملة مرشحة لتكون من بين أهم المكونات التي تصمن استمرارية و فاعلية حركة 20 فبراير.وخاصة إضافاتها التاريخية المتمثلة في ميلاد الإرادة الشعبية (الشعب يريد ) والمواطنة على نطاق واسع و مطالب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.هذه الإضافات النوعية سيكون لها مفعولها على المستوى الفكري و النظري و كذا التنظيمي و القانوني. 31 - فعلى المستوى الفكري سيفتح الباب أمام تجديد الفكر السياسي والقانوني و بالطبع أمام الآمال و الطموحات التي سيعبر عنها أدبيا و فنيا.وهذا دور النخب الفكرية و الفنية حزبية و غير حزبية المرتبطة بالفئات الشعبية التي كانت تعاني من كبت و قهر النظام السابق. 32 - من جهة أخرة و بشكل فوري سيطرح على الطبقة العاملة الانخراط في دمقرطة و تحديث تنظيماتها بكل تنوعها و على رأسها التنظيمات النقابية. و هذه بالطبع مهمة القيادات و القواعد العمالية. كما أن المصلحة الطبقية و الوطنية ستفرض على التنظيمات النقابية الشروع في مسار وحدوي قد يصل الانذامج بين اثنين أو أكثر من المركزيات النقابية . وبهذا ستوفر الطبقة العاملة أكبر الحظوظ لاستمرار و نجاح البناء الديمقراطي ببلادنا و تمكنه من الكثير من عناصر المقبولية والشرعية الجماهيرية . وتجنب الآليات الديمقراطية مخاطر الشكلانية الفارغة و اللاجدوي الاجتماعية.بهذا ستكون حركة 20 فبراير قد مهدت الطريق أمام الطبقة العاملة كي تحقق الانسجام مع مقولات نظرية التاريخ و من بينها مفهوم الطبقة كما أنها ستفتح الباب أمام أن ينصهر في الطبقة ما فوقها (النخبة ) و ما تحتها (جمهور العمال)