حصاد 17 نيسان/أبريل نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لما هجانا على غرار حصاد اليوم الإخباري وحصار الأسبوع الإخباري يسرني أن أقدم لك عزيزي القارئ.. عزيزي المستمع.. عزيزي المشاهد حصاد يوم الأسير الفلسطيني لهذا العام عبر عرض سلسلة من الحقائق في غايةٍ لدقّ ناقوس 17 نيسان في زمن النسيان.. الحقيقة الأولى لم تقدم الدائرة القانونية المقامة بغرض متابعة حقوق الأسرى بالطرق القانونية في وزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني إلا القليل من الإنجازات يبرز أهمها باستلام الملفات القانونية لجزء من الأسرى الذين لا يتوفر لهم محام قانوني خاص أو موكل من قبل جهات تنظيمية أو حقوقية معينة، وإنجازها في متابعة عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الملفات الطبية لأسرى كانوا على شفا جرف هار فانهار بهم بعد لحظات من معانقتهم للحرية.. وعدد آخر لجثث الشهداء لا يتجاوز عدد أصابع اليد ذاتها عانقوا ثرى الوطن عوضاً عن حضن الأحباب.. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرّة العلقم... رعاكم الله.. الحقيقة الثانية تعاقب على ترؤس وزارة الأسرى منذ استلام السلطة الحكم الذاتي على جزء من أراضي الوطن كل من هشام عبد الرازق.. سفيان أبو زايدة.. وصفي قبها.. أشرف العجرمي.. عيسى قراقع.. سمحت خلالها المؤسسة الصهيونية للأول والثاني بلقاء الأسرى داخل سجون الاحتلال المقامة فوق أراضينا ليقابلني الأول في إحدى اللقاءات حول سؤالي عن إمكانية متابعة وزيرنا المبجل مع مصلحة السجون تزويدنا بأجهزة تدفئة في فصل الشتاء قائلاً : " لا عليكِ أنا أدلك على طريقة أسهل.. ضعي ماء في طنجرة وضعي الطنجرة على البلاطة ( وهي أداة كهربائية تستخدم للطبخ في سجون الاحتلال ) وتدفئوا على بخار الماء المتصاعد!! أما الثاني فقد أجابني عند سؤاله حول ضرورة متابعة وزارة الأسرى لجملة مهولة من حقوق الأسرى القانونية التي نص عليها ميثاق جنيف والمسلوبة من قبل الاحتلال عنوة، قائلاً : " أنتم إرهابيون !! ماذا تنتظرون منهم أن يقابلوكم ؟؟ !! أما الثالث لم نتشرف برؤيا محياه إلا بعد أن أصبح خلف القضبان دون أن يمضي على استلامه للمنصب إلا أشهر قليلة معترفاً دون سؤاله عبر مقالة صحفية كتبها بعد تحرره من الأسر في صحيفة القدس أنه لم يقدم للأسرى شيئاً.. أما الرابع فقد آثر أن لا يستمع إلى أسئلتي وجملة مطالبي، ليس لأن إدارة السجون ترفض مقابلتي له، وإنما لأنني أتبع لحركة إسلامية لا تعترف به وزيراً.. ولا تروق له كوزير.. وبين هذا وذاك أحضن قلبي الكسير وأعود زنزانتي بلا مجيب عن أسئلة أسير.. أما الأخير فدبلوماسي الأسلوب، آثر الرد على أسئلتي عبر رسالة تحمل ختم الوزارة وتوقيعه المرموق لتظل إجاباته مجرد كلمات على ورق بلا فعل حق.. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة.. العلقم يرعاكم الله.. الحقيقة الثالثة " أطعم الفم تخجل العين " ملايين الشواقل ( الشيقل هو اسم العملة النقدية للمؤسسة الصهيونية المفروض على الشعب الفلسطيني التعامل معه بديلاً عن الجنيه الفلسطيني ) ستدخل الحسابات المصرفية لكل أسير وأسيرة كي نؤمن بها أعمارنا الضائعة خلف القضبان أو ننفق على علاج ما احتله المرض من أجسادنا بعد تحرر البعض.. أما البعض الأغلب من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية فسيدّخرون المال لينفقوا منه النزر اليسير لشراء كفن أبيض !! وأمتار لقبر على جثثنا إلى ما بعد البعث سيوصد!!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة.. العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الرابعة ما زالت الأسيرات يطالبن وزارة الأسرى ونادي الأسير أو أية جهة حقوقية إرغام مصلحة السجون على تعيين طبيبة لمتابعة الشؤون الطبية الحساسة للأسيرات بدلاً من الطبيب الأبدي.. أو إرسال طبيبة من خارج السجون، ومضت السنوات على طلبنا بلا مجيب حتى لو كانت من طبيبة متبرعة للحضور لوجه الله تعالى " إن كنا لا نستحق، هل الله لا يستحق أيضاً ؟؟!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة.. العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الخامسة ترسل الناشطة في مجال الأسرى الأخت وجيهة قرابصة للأسيرات رسالة معايدة كل عيد أي في العام مرتين والرسالة عبارة عن رسم حمامة السلام فوقها بضع كلمات معايدة، وكل عيد على مدار سنوات أسر الأسيرات يتم إرسال نفس الرسالة ونفس الكلمات ونفس الرسم، مع اختلاف عدد نسخ الرسالة تبعاً لعدد الأسيرات السنوي، مما دعانا لعمل أرشيف فريد من نوعه وفكرنا ذات مرة بإرجاع النسخ للمصدر كي يتكفلوا كل عام بإصدار نسخ جديدة بمضمون واحد وربما يصح القول أن تأتي برسالة روتينية كل عام أفضل من أن لا تأتي أبداً.. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة.. العلقم. يرعاكم الله الحقيقة السادسة شاع بين صفوف أسرى السجون الإسرائيلية أن وزارة الأسرى سترسل حقيبة ملابس لكل أسير وأسيرة من قطاع غزة... وهذا جهد يقدّرون عليه فلابد أن هذه الحقيبة ستحوي أفخر أنواع الملابس وأحدث التشكيلات، لكن نلفت عناية الوزارة أنكم إن اخترتم ملابس لفصل الشتاء فالشتاء قد انتهى دون وصولها.. نرجو إبدالها بما يناسب فصل الصيف علّها تصلنا. فما جهزتموه لم يصلنا بعد. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة السابعة مشروع تدويل قضية الأسرى عبر المؤتمرات العالمية مشروع كان يجب أن يُنتج للنخبة المستهدفة أولى إنجازاته الفعلية في هذه الذكرى على الأقل.. حتى يكون مشروعاً مميزاً عن سابقيه وإلا سيظل في خانة الوعود ولن نُحصّل من المؤتمر القادم إلا أصوات التصفيق وراء كل كلمة خطابية.. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الثامنة فئة من الأسرى والأسيرات زُجّ بهم في سجون الاحتلال بدوافع مختلفة إلا الوطنية.. ولتصحيح المعوجّ توجهنا لوزارة الأسرى بدراسة حول هذه الفئة وضرورة إيجاد جمعيات وطنية يحوّل لها أفراد هذه الفئة بعد إثبات حقيقة الدافع أمام محاكم المؤسسة الصهيونية والعمل على إعادة تأهيلهم فكرياً.. معنوياً.. وطنياً.. اقتصادياً.. وإلا ستأتي علينا لحظة لا يحمد عقباها.. وللأسف.. لم نلق آذاناً صاغية ولا أرحاماً محتضنة.. فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة التاسعة خصصت وزارة الأسرى مجموعة محامين لزيارة الأسرى في السجون تم اختزالها دون سابق إنذار من زيارة أسبوعية للسجن الواحد بمعدل أربعة أسرى في الزيارة الواحدة إلى زيارة شهرية واحدة فقط.. فإن كان أقل سجن يضم من 200 – 500 أسير.. بعد كم سنة ستتكرر زيارة الأسير الأول تبعاً لهذا البرنامج المختزل.. ؟؟!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة العاشرة يتعرض الأسرى الأشبال إلى برنامج صهيوني مدروس يهدف إلى تحويل الأغلب غير الواعي إلى عملاء سرّيّين للعمل لصالح العدو عبر ابتزازهم مادياً والتحرش ببعضهم جنسياً.. كما ويتعرضون للقمع شبه اليومي عبر الضرب والشتم اللفظي.. لا جمعية محتضنة لهم بعد تحررهم.. لا جهة مسؤولة غايتها نشلهم من مستنقع الضياع إلى نور الأمان.. فأي مستقبل لوطن حُماته هذه الفئة.؟؟؟!!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الحادية عشرة يحق لأعضاء " كنيست المؤسسة الصهيونية " من عرب الداخل الفلسطيني زيارة الأسرى في السجون متى شاءوا ومقابلة من شاءوا ويبدو أن عدم تشريفهم للسجون يخضع لمزاجهم الذاتي وقتما يشاءون !!! فاللهم عجّل بمشيئتك مشيئتهم حتى يشاءوا... فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الثانية عشرة لا تبذل منظمة الصليب الأحمر الدولية التي ترسل مندوبيها لزيارة الأسرى أدنى جهد للضغط على مصلحة السجون منح الأسرى أبسط حقوقهم والإجابة الوحيدة عندها ( هذه هي مصلحة السجون.. هذا هو القانون الإسرائيلي ). إذا كانت هذه المنظمة الحيادية " حسب تعريفها " ترفع تقارير حيادية.. إذن نستنتج حسب التقارير أن المؤسسة الصهيونية والأسرى والشعب الفلسطيني بأكمله في كفتي ميزان معتدلة لا يظلم أحدهما الآخر !! وإن كانت تقارير هذه المنظمة على هذه الشاكلة هل تعتقدون أن تقارير لجنة تقصّي الحقائق التي وُعدنا بإرسالها من قبل محكمة لاهاي ستكون منصفة ؟؟!! وإن استطاعت أذرع أخطبوط المؤسسة الصهيونية لف ذراعها حول رقبة " غولدستون " لإلغاء تقريره حول حرب غزة، ألن يكون باستطاعة الذراع الآخر تكميم الأفواه القادمة ؟؟!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الثالثة عشرة مستشفى سجن الرملة " مسلخ مستتر " مرتع للحشرات الزاحفة.. أسرّة حديدية فرشها إسفنجي مبلل من ارتفاع نسبة الرطوبة.. لا يوجد مصعد لنزول المرضى لغرفة زيارة الأهل.. والدواء أساس الداء.. وجثث على شفا عتبة " ملك الموت "... وعندما قابلت أحد وزراء الأسرى المنصرمين واستعجلته بضرورة إنقاذ حياة أسير عبر دفع تكاليف العملية الجراحية المالية للمؤسسة الصهيونية، أجابني : إننا بهذه الخطوة نجعل المؤسسة الصهيونية معتادة على نهبنا مالياً لعلاج كل حالة مرضية..!!! فهل نفهم من ذلك أن علينا أن نعتاد أن ينهب العدو أعمارنا لضمان حساباتنا المالية ؟؟ !! أم نفهم أن ما تحت الطاولة من تفاهمات يساهم في تفاقم سوء الوضع الصحي للأسرى المرضى!!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الرابعة عشرة وقّع أحد وزراء الأسرى المنصرمين اتفاقية مالية إسرائيلية فلسطينية تنص على تخصيص جزء كبير من الميزانية المالية للأسرى كي ترسل إلى حسابات السجناء المدنيين الجنائيين الفلسطينيين في سجونها والمتواجدين على خلفيات قذرة.. وهكذا يُدرج اسم المدني والأمني على لوحة شرف واحدة..!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة الخامسة عشرة العدد الأغلب من أهالي الأسرى الفلسطينيين يُمنعون من زيارات ذويهم في السجون على خلفيات أمنية، وفي الماضي كانت الأسباب الأمنية دواعيها إسرائيلية، أما في الحاضر أصبحت الدواعي فلسطينية بطرق تنسيقية.!! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة السادسة عشرة خرجت إحدى الأسيرات لمقابلة محامٍ مرسل من نادي الأسير الفلسطيني، وإذا بالمحامي يرحب بها ويخرج استمارة تعبئة روتينية خاصة للأسرى حديثي الأسر، ويبدأ بالسؤال الأول : متى تم اعتقالك يا أخت ؟ الإجابة : بعد انتهاء فترة حكمي وهي خمس سنوات غداً سيفرج عني، صح النوم يا أخ !! فتفكروا بهذه الحقيقة الحلوة.. المرة... العلقم.. يرعاكم الله الحقيقة السابعة عشرة في ظل مقاومة اللاعنف.. المقاومة السلمية.. المقاومة التكنولوجية.. المقاومة الحوارية.. ومؤخراً المقاومة عبر الرقص والفنون الشعبية.. تفكروا أيها الأسرى بحقيقة الشعر القائل : ما حكّ جلدك مثل ظفرك فتول ّ أنت جميع أمرك وهكذا عزيزي القارئ.. عزيزي المستمع.. عزيزي المشاهد.. ينتهي حصادنا لهذا العام.. فكل 17 نيسان والأسرى خلف القضبان... وحتى تتفكروا بهذه الحقائق الحلوة.. المرّة.. العلقم.. يسعدنا أن نهديكم كلمات أغنية أبريت الحلم العربي القائلة.. ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة ابنة الشعب الفلسطيني بسجن الشارون