منذ بضعة أسابيع , طلعت علينا شمس السنة الهجرية الجديدة 1432, وأفل قمر السنة الميلادية 2010 مع ترك صفحات مكتوبة بمداد الألم والمعانات في حياة العديد من المستضعفين في الأرض . لماذا نئن ونتألم ..؟ لماذا هذه الغصة المريرة المغروسة في الحلق والوجدان ..؟ لماذا هذا الشعور بالحزن والكآبة والوجع الذي يهز عواطفنا وكياننا , ويمزق أفكارنا إلى أشلاء متناثرة ..؟ وكأننا لم نضحك من قبل ولم نحلم ولم نشعر بالسعادة يوما. كلنا نعلم وندرك أنه لا يوجد أسوأ من الإحساس بالألم الذي نشعر به أمام لحظة الاغتراب , أو الوداع أو الرحيل.. أمام لحظة الإحباط والتعثر والفشل.. أمام كل الأشياء التي نحبها ونتمناها ولكنها لا تأتي .. إنه الألم الذي يقف أمامه العقل معطلا حائرا, مرهقا , عاجزا عن أي تفكير أ واختيار أصح.. والبحث عن ينابيع أخرى للسعادة.. إنه ألم تتجلى فيه وبكل وضوح عداوة الإنسان لذاته حين يلمح أحلامه ورغباته تختنق وتهزم, وتجعله يصارع عبثا سيلا من القلق واليأس , ويركض خلف الأقراص المهدئة , والعقاقير المخدرة , وغيرها من أشكال الأدوية والعلاجات المبتكرة لمثل هذه الأمور. لكي يصل الإنسان إلى بر السكينة والطمأنينة , وتهدأ نفسه وتصفو, عليه أن يجابه ويواجه كل أسباب الألم بالعمل , بالصبر, بالتفاؤل, وبالإيمان قبل هذا وذاك بعدل الله ورحمته وإرادته , وبإعادة ترميم الصداقة بينه وبين نفسه المحايدة طوال مراحل عمره , لرغباته وأنانيته وغروره, ويضع في اعتباره أن الألم واقع لا يستطيع الهروب منه , وأنه جزء من طبيعة الحياة , وحقيقة تصاحب صراعنا المتواصل من أجل الأشياء التي نرغب في الوصول إ ليها و تحقيقها. مهما كانت معاناتنا وصدماتنا التي نتلقاها , تبقى لحظة الألم هي لحظة الصدق الوحيدة لنعيد فيها محاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا , رغم أن كثيرا من الأشياء التي تؤلمنا تبقى بالأساس من صنع أيدينا. آخر الكلام : نَعيب زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا