المذكرة 204... صعوبات بالجملة والقادم أسوأ مع اقتراب انتهاء الموسم الدراسي، تشرئب أعناق مختلف المتدخلين في العملية التعليمية نحو الامتحانات الاشهادية، ومعايير قرارات النجاح. وقد أثارت المذكرة الصادرة، في شأن التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي، عن المركز الوطني للتقويم والامتحانات العديد من ردود الفعل القوية التي تختزل الكثير من الصعوبات العوائق التي اعترضت استيعابها، ثم التي ستعتري تنفيذها في ما تبقى من أسابيع السنة الدراسية. وكانت وزارة التربية الوطنية أصدرت المذكرة 204 في موضوع “التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي”، بتاريخ 29 دجنبر الماضي، ذات المرجع المذكرة الوزارية رقم 174 الصادرة بتاريخ 8 نونبر في موضوع إرساء بيداغوجيا الادماج. السياق والدواعي استدعى “تفعيل المقاربة بالكفايات” و”ضرورات تكييف الممارسة التقويمية وضمان ملاءمتها مع المقاربة البيداغوجية المعتمدة”، حسب المذكرة 204 “ادخال تعديلات على نظام التقويم والامتحانات المعتمد في مستويات التعليم الابتدائي وعلى الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية”، وعليه فقد “همت جوانب التكييف انماط التقويم في مختلف مستويات التعليم الابتدائي ومعايير الإشهاد عند نهاية هذا السلك، كما همت أساليب وصيغ إخبار التلاميذ حول حالة التحصيل من أجل توجيه أنجع لمجهودات تحسين التعلمات”. التقويم بالكفايات ميزت المذكرة 204 بين صنفين من الكفايات، صنف (A) وهي الكفايات الأساسية الضرورية لمتابعة الدراسة واستمرارها بشكل عاد ودون مشاكل، وهي المعنية بالامتحان الاشهادي، وتخص مواد اللغات والرياضيات، ثم الكفايات صنف (B)، وهي التي لا تطرح مشكلا بالنسبة الى استمرارية الدراسة. يشار إلى أن تقويم الكفايات لا يبدأ إلا في المرحلتين الثالثة والرابعة، فيما تعتبر ذات وظيفة تكوينية في المرحلتين الأولى والثانية. مستجدات نظام التقويم أوردت المذكرة 204 لأول مرة مفهوم الوزن، وهو أشمل من مفهوم المعامل الذي كان يجري به العمل. وهكذا قدرت وزن تقويم الموارد بالمستويين الأول والثاني ب 60 في المائة مقابل 40 في المائة لتقويم الكفايات، في حين ساوت بين وزن تقويمي الموارد والكفايات (50 في المائة) في المستويين الثالث والرابع، لتعكس مقدار الوزنين بالنسبة إلى السنتين الخامسة والسادسة، أي 40 في المائة للموارد و60 في المائة للكفايات. ثم إن وزن الموارد والكفايات يتغيران من مرحلة إلى أخرى في نطاق السنة الدراسية نفسها، فالأول يتدرج صعودا من 2 في المرحلة الأولى إلى 3 في المرحلتين الثالثة والرابعة إلى 4 في المرحلة الرابعة، فيما يتدرج من 4 إلى 6 من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الرابعة.ووحد النظام الجديد أوزان التقويمات الاشهادية الموحدة في نهاية السنة الدراسية في 10، وحدد وزن الامتحان الموحد المحلي على صعيد المؤسسة للقسم السادس في 8. ومن المستجدات أيضا، اعتبر النظام الجديد أن التحكم في الكفاية يتوقف على تحقيق معيارين من معايير الحد الأدنى على الأقل، مع تحكم جزئي على الأقل في أحد معايير الثلاثة، مع إضافة نقطة جزاء على التحكم، مع عدم استفادة غير المتحكم في الكفاية من نقطة معيار الاتقان. معايير قرار النجاح حسب النظام الجديد يقوم تلاميذ المستويات الفردية (1، 3، 5) فقط في المراقبة المستمرة وكفايات المرحلتين الثالثة والرابعة، فيما يقوم تلاميذ الأقسام الزوجية (2، 4، 6) إضافة إلى ما سبق في امتحان اشهادي في آخر السنة. أما معايير اتخاذ قرار النجاح فيتم عبر مراحل، وضمن أربع مجموعات، تضم الأولى الحاصلين على الحد الأدنى في الكفايات من صنف (A) خلال المرحلة الرابعة فقط، وتضم الثانية الحاصلين على المعدل المطلوب في تقويم جميع الكفايات من الصنفين في المرحلتين 3 و4، فيما يلحق بالمجموعة الثالثة الحاصلون على المعدل في تقويم جميع الكفايات من الصنفين وكذا معدل المراقبة المستمرة في المرحلتين 3 و4، وأخيرا المجموعة الرابعة التي تشتمل على الحاصلين على المعدل في تقويم الكفايات والمراقبة المستمرة طيلة السنة، علما أن جميع تلاميذ الأقسام الفردية ينتقلون إلى القسم الموالي، فيما يرسب زملاؤهم في المستويات الزوجية الذين لم يحصلوا على المعدل بعد إجراء جميع العمليات في الفرص الأربع. صعوبات وانتقادات بالجملة أثار مختلف الفاعلين المعنيين بتطبيق المذكرة 204 مجموعة من الصعوبات والملاحظات، تراوحت بين الرفض وعسر الفهم وصعوبات التنفيذ، ومن جملة الأسئلة المطروحة، ما الفائدة من هذه الحسابات المعقدة والأوزان والنسب إذا كان جميع متعلمي المستويات (1 و3 و5) سينتقلون؟ وكيف سيتم التعاطي مع بيانات النتائج إزاء كل مجموعة ومع الأسر وأولياء الأمور، وهو ما سكتت عنه المذكرة إلى حد الآن؟ وللفاعلين نماذج حية مما وقع خلال نهاية السنة الدراسية الماضية في الأكاديميات التي جربت فيها بيداغوجيا الادماج.