من خلال الزيارة التي قام بها مراسل الجريدة بفاس الى الاستاذ ديديي التوبالي أحد أبرز المحامين بفاس والرئيس الشرفي لعدة جمعيات بفاس وخارج فاس، المسؤول عن الجالية اليهودية بفاس الذي وكعادته وبصدر رحب وابتسامته المعهودة استقبلنا ليفيد القراء بالعديد من العادات والتقاليد تهم الجالية اليهودية المقيمة بالمغرب بصفة عامة ومدينة فاس على وجه الخصوص. أفاد الاستاذ ديديي التوبالي بأنه «يمكن تقسيم تواجد الجالية اليهودية المغربية الى ثلاثة مستويات جغرافية : 1المستوى الاول : ويضم كلا من مدينة بني ملال ،الجديدة، أزمور ،وجدة ، القصر لكبير ،وزان ،أصيلة كلها مدن تتوفر اليوم على مآثر وممتلكات يهودية موقوفة ومحبسة عبارة عن معابد ومساكن ومتاجر في غياب جالية بها، ونحن نعمل اليوم على اعادة هيكلتها وخاصة المقابر 2المستوى الثاني :يضم المدن التي بها جالية واملاك وحركية نذكر منها فاس ،اكادير ،مراكشمكناس ،تطوان ،طنجة ،القنيطرة ،الرباط ،حيث توجد جالية يهودية تنشط وتشتغل وتنظم مهرجانات وندوات، خاصة جالية فاس الاكثر نشاطا وتواجدا على الساحة الثقافية والفنية والعلمية. وقد نظمنا المؤتمر الدولي تحت إشراف المغفور له الحسن الثاني، حيث حضرت للعاصمة العلمية فعاليات من مختلف الجنسيات والاديان وقد ترأسه المرحوم عبد الهادي بو طالب ومن الجانب الفني خاصة الموسيقى الأندلسية، حيث هناك تواجد قوي للجالية ونفتخر بالفنانة التي حلت بالمغرب عدة مرات للمشاركة في عدة حفلات «فرانسواز اطلانت» التي شاركت رفقة الفنان محمد ابريول ثم في مهرجان الموسيقى الروحية في إطار تسامح الديانات» . وأضاف أن مدينة الدارالبيضاء تبقى على المستوى الثالث من حيث أهم المدن المغربية التي تحتوي على اكبر عدد من الجالية اليهودية والتي تفوق 3000مواطن يهودي في الوقت الذي نجد أن عدد اليهود قد تراجع بالعديد من المدن . وقد كان عدد الجالية اليهودية المقيمة بالمغرب في الفترة الممتدة بين 1948حتى 1956يتراوح بين 350الف مواطن منها 26ألفا بفاس و 6ألاف بمدينة صفرو واليوم يمكن القول بان جل المدن المغربية لا يتجاوز عدد اليهود بها 120باستثناء الدارالبيضاء التي يصل العدد بها الى 3000مواطن يهودي مغربي. وبكل صراحة الاحصائيات اصبحت صعبة لكونهم كلهم مغاربة كباقي المغاربة. من جهة اخرى أضاف أن العادات والتقاليد بين اليهود والمغاربة تتشابه في أغلبها والصلاة مثلا هناك 5صلوات منها 3صلوات جماعية في الصباح والظهر ثم المساء في حين هناك صلاة قبل النوم وصلاة عند الاستيقاظ، وأن جل المدن المغربية التي يتواجد بها اليهود تتوفر على معابد مثلا في فاس هناك 2معابد على مستوى المدينةالجديدة ،ومعبد قديم عبارة عن متحف بحي ملاح المرينيين حاليا ،وهو يحمل اسم الحبر بندنان الذي استقر بفاس في القرن 17 قادما اليها من الاندلس ومعبد اخر «أم البنين» بالزيات تحول لمتحف للتقاليد اليهودية بمدينة صفرو معبد «ام البنين» كبيرة بباب المربع وفي مكناس هناك معبدان . وكل مدينة استقر بها اليهود بالمغرب او غيره يجب ان تتوفر على عدة مرافق ضرورية مثل : مدرسة _جزارة حلال كشير ،ميكفي أي حمام للنساء ،معبد ،نادي ،مطعم كشير . وللأسف الشديد مدينة الدارالبيضاء هي الوحيدة التي تتوفر اليوم على مدارس يهودية . «رابان» هو رجل دين يسهر عن هذه المعابد من حيث الصلاة والدعاء، ويتقاضى عن ذلك اجرا شهريا ويكون في أغلب الوقت له عمله أو مهنته. ويتم تدبير مصاريف هذه المعابد من اموالاليهود الخاصة من الاموال التي تتوفر عليها الجالية اليهودية من كراء محلاتها التجارية وبيع بعضها والهبات التي تأتي من اليهود الاغنياء . ومن هذه الاموال كذلك يتم الصرف على دور العجزة والمعوزين . كما «اننا نتوفر على غرف عبرية التي تنظر فقط في الاحوال الشخصية والميراث لليهود طبقا للشرع اليهودي من طرف قضاة رابان يعينون من طرف وزارة العدل المغربية مثل باقي القضاة بالمملكة وهناك غرفة عبرية بمراكش. فاس كانت لها غرفتان كبيرتان وكان يرأسها المرحوم الحاخام يديديامنسونيك الذي كان كبير الحاخامات بالمملكة وبعد وفاته اصبح ابنه السيد هارون مونسونيك يحمل هذه الصفة . وتتواجد الجالية اليهودية بالمغرب في مختلف المهن والحرف والتجارة ومن الشخصيات اليهودية يمكن ان نستحضر: مركسيم ازولاي الذي كان رئيس الغرفة الادارية بالمغرب . ابراهام زاكوري استاذ بالمعهد القضائي. ليون بن زكان وزير البريد في حكومة ما بعد الاستقلال الدكتور ارمون كيكي رئيس الجالية اليهودية بفاس مشهور في الاوساط المغربية . اضافة الى اسماء بارزة في عالم السياسة و الدبلوماسية نذكر منها : اندري ازولاي مستشار الملك، بيرديكو الوزير السابق، المرحوم السرفاتي ،سيمون ليفي، واللائحة طويلة .