رجح مصدر مأذون من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بالمعمورة، فرضية مرور سحب محملة بالإشعاعات النووية، الصادرة عن انفجار محطة فوكوشيما النووية، شمال شرق اليابان، في 11 مارس الجاري، جراء الزلزال والتسونامي، اللذين عصفا بهذه المنطقة. وقال المصدر، في تصريح ل"المغربية"، إن نسبة الإشعاع، في حالة وصولها إلى الأجواء المغربية، ستكون أقل كثيرا من مستويات الإشعاع في البيئة الطبيعية، وهذا أمر لا يدعو إلى القلق. وعزا المصدر ذاته هذا الاحتمال إلى خلاصات توقعات الجهات المعنية بهذا الموضوع في فرنسا، التي ترتقب مرور هذه السحب فوق هذا البلد، لتبلغ، بعد ذلك، منطقة شمال إفريقيا، بما فيها المغرب. وارتباطا بموضوع مواجهة المواد المشعة، يشار إلى أن تمرينا ميدانيا دوليا لمحاكاة مواجهة حادث ناتج عن استعمال مواد مشعة انطلق، الثلاثاء الماضي، بالرباط، بهدف تعزيز القدرات الوطنية في مجال محاربة الاتجار غير الشرعي في المواد المشعة. ونظمت هذا التمرين المديرية العامة للوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، والمركز الوطني للطاقة والعلوم التقنية النووية، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وبتعاون مع القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والقيادة العليا للدرك الملكي، والمديرية العامة للأمن الوطني، والمركز الوطني للحماية من المواد المشعة. وبينما تعلن اليابان أن مستوى الإشعاعات تراجع في محطة فوكوشيما النووية، شمال شرق البلاد، بعد تضرر المفاعلات إثر زلزال 11 مارس، أكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أن الخطر النووي "مرتفع جدا" في اليابان، بعد لقائه، أخيرا، مع وزير الخارجية الياباني، تاكياكي ماتوسموتو. ويرى خبراء أن معدلات الإشعاعات في موقع محطة فوكوشيما خطير على الصحة، مؤكدين أنه، خلافا لما حدث حتى الآن، فإن مستويات الإشعاع يمكن أن تؤثر على صحة البشر. وحسب الأطباء، فإن جرعات تبدأ من مائة سيليفترت في الجسم البشري تزيد من احتمال الإصابة بمرض السرطان. ورفعت الوكالة اليابانية للطاقة النووية، قبل أيام، مستوى خطورة الحادث في محطة فوكوشيما النووية من 4 إلى 5 درجات على سلم الحوادث النووية والإشعاعية، الذي يتضمن سبع درجات. وقال المشرفون على خدمات الطوارئ في اليابان إنهم حققوا تقدما بطيئا في جهودهم لإصلاح محطة فوكوشيما النووية. وقال يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو مواطن ياباني، إن طوكيو تسابق الزمن، موضحا أنه لن يزور محطة فوكوشيما النووية خلال زيارته إلى اليابان. وبخصوص تهديدات الإشعاعات النووية على الملاحة الجوية، أكد خبير في الأممالمتحدة في شؤون الطقس أن الإشعاع المتسرب من المحطة النووية باليابان، لم يصل إلى طبقات الجو العليا، ما يجعل السفر جوا آمنا، باستثناء المنطقة الواقعة مباشرة حول المحطة. وقال هربرت بيومبيل، الخبير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن "كل معلوماتنا، هي أن التسرب قاصر على المستويات الدنيا جدا من الغلاف الجوي، وفي ظل الوضع الراهن، لا يوجد ما يدعو للخوف على السفر الدولي جوا". وأضاف أنه لا توجد حاجة لفحص المسافرين القادمين على متن رحلات جوية من اليابان.