صحراويون يتظاهرون بتندوف للمطالبة بمحاكمة قيادة بوليساريو تظاهر الآلاف من شباب سكان مخيمات تندوف، السبت الماضي، في ساحة تقع أمام مبنى قيادة جبهة بوليساريو بمنطقة الرابوني، للمطالبة بإسقاط "نظام" محمد عبد العزيز المراكشي وأعوانه. ورفع المحتجون من سكان مخيمات تندوف الذين أطلقوا على أنفسهم "شباب حركة 5 مارس"، شعارات تندد بفساد قيادة بوليساريو وطالبوا ب"إسقاط" رموز الاستبداد والفاسدين من قياديي بوليساريو. وبين الشباب الذين تزعموا حركة "5 مارس بتندوف" الشاب سعيد زروالي، إلى جانب 120 شابا اختاروا السهر على تنظيم المظاهرات ضد قيادة بوليساريو. وطالب المتظاهرون أمام مقر قيادة بوليساريو بالرابوني، بمحاكمة المسؤولين عن الفساد، وبإفساح المجال أمام الشباب للمشاركة في تقرير مصيرهم والمشاركة في الحياة السياسية التي يحتكرها "الحرس القديم"، من أمثال محمد عبد العزيز المراكشي وإبراهيم غالي ومحمد لامين ولد البوهالي... ورفع المحتجون من سكان مخيمات تندوف أمام مقر "قيادة بوليساريو" بمنطقة الرابوني، وكان بينهم شيوخ وأطفال ونساء، شعارات نددت بسيطرة القبلية والمحسوبية و"الحكم الاستبدادي" لقياديي الانفصاليين. ووجه المتظاهرون في تندوف اتهامات إلى قياديي بوليساريو وتخص التلاعب في المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية، والاستحواذ عليها لضخها في حساباتهم البنكية في الخارج، بتنسيق مع المخابرات الجزائرية. وحسب بيان صادر عن منظمي التظاهرة، فإنهم سيواصلون التظاهر إلى حين سقوط "القيادة الفاسدة" بمخيمات تندوف، وأكدوا أنهم متشبثون بمطلب "إسقاط قيادة بوليساريو" ومحاربة الفساد والقبلية. وطالب المحتجون بإرجاع الأموال المنهوبة من طرف قيادة بوليساريو إلى سكان مخيمات تندوف ومحاسبة ومحاكمة الفاسدين. وحاصرت شرطة بوليساريو المتظاهرين ومنعتهم من التقدم في اتجاه مقر قيادة الانفصاليين بالرابوني، كما أوقفت مجموعة من الشباب من منظمي التظاهرة. واستنفرت الأجهزة المخابراتية الجزائرية منذ أيام لمواجهة المظاهرات التي دعت إليها "حركة 5 مارس بتندوف"، لكن رغم كل المحاولات اليائسة لمنع سكان المخيمات من التظاهر، عبر إقامة حواجز أمام كل مخيم بتندوف، إلا أن الآلاف شاركوا في المظاهرة وعبروا عن مطلبهم الأساسي المحدد في "إسقاط القيادة الفاسدة لبوليساريو". ومنعت السلطات الجزائرية شبابا صحراويا ينتمي إلى " خط الشهيد" من ولوج تندوف للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها " شباب تندوف"، تنديدا بما تعرفه المخيمات من تجاوزات في مجال حقوق الإنسان والسطو على المساعدات الإنسانية. وكانت اللجنة التنفيذية لبوليساريو (خط الشهيد) وجهت رسالة إلى السلطات الجزائرية تدعوها فيها إلى السماح لها بولوج المخيمات إلى جانب الصحافة الدولية المستقلة وبعض ممثلي المجتمع المدني الأوربي، والمنظمات الحقوقية، من أجل المشاركة في المسيرة والوقفة الاحتجاجية المقرر القيام بها من طرف شباب الانتفاضة بتندوف بمناسبة تأسيس بوليساريو. وأكدت اللجنة التنفيذية ل"خط الشهيد" في رسالتها أن مشاركتها في الاحتجاجات تأتي تزامنا مع ما تشهده الساحة العربية من حراك شعبي مطالب بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتحرر من الأنظمة الفاسدة، وإيمانا منها على أن التقاعس عن تصحيح الوضع الراهن بتندوف يعد خيانة، مطالبة بالانخراط في روح التغيير التي شملت بلدان العالم العربي لتصحيح ما يمكن تصحيحه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وطالب "خط الشهيد" بألا تراهن الجزائر على الحصان الخاسر المتمثل في بوليساريو، متهما قيادة الجبهة بالفساد والاستئثار بالسلطة منذ أكثر من 36 سنة، داعين السلطات الجزائرية إلى مساعدتهم في التغيير لتحقيق العدالة والديمقراطية الكفيلة بضخ دماء شابة في دماغ "الثورة" التي أصبحت مهددة بالشلل، وشيخوخة قيادتها التي أصبحت بعد القذافي هي أقدم قيادة في العالم لوضع حد لمعاناة أهالي المخيمات. وكانت حركة 7 مارس بالجزائر التي تظاهرت السبت الماضي، ومنعت من قبل قوات الأمن الجزائرية من تنظيم مسيرات في كافة المدن الجزائرية، دعت في بيان لها بالتظاهر ضد النظام الجزائري، مطالبة بإسقاطه، كما طالبت بوضع حد لفساد دوائر الحكم العسكري وتفكيك مخيمات تندوف التي تكلف ميزانية الدولة حوالي 200 مليار دولار سنويا. وجرى منع الصحافة الدولية من ولوج المخيمات وباقي الأراضي الجزائرية لتغطية التظاهرات الاحتجاجية، وقامت السلطات أيضا بدفع مجموعة من المحسوبين على النظام الجزائري من أجل محاصرة التظاهرات التي دعت إليها تنسيقيات 7 مارس، وتلك التي يتزعمها سعيد السعدي، رئيس التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية، إذ حمل المقربون من السلطة شعارات مفادها أن "بوتفيليقة ليس مبارك". ويشار إلى أن إقصاء سكان المخيمات من الربط بشبكة الأنترنيت وبالتالي عدم وضع صفحة خاصة بالمظاهرة للإطاحة ب"بنظام محمد عبد العزيز المراكشي"، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جعلهم يعمدون إلى توزيع منشورات في جميع مراكز المخيمات وكذلك بمنطقة تيفاريتي لدعوة الصحراويين إلى الانتفاضة على ما أسموه "عملاء النظام الجزائري" وترك الحرية لهم لتقرير مصيرهم بأنفسهم دون تدخل من أي جهة أجنبية في إشارة إلى المخابرات الجزائرية.