انتفض المئات من شباب مخيمات العار بتندوف أول أمس أمام مقر قيادة جبهة الانفصاليين بالرابوني مرددين شعارات تندد بالتهميش و تطالب بمحاكمة قيادة البوليساريو المسؤولة عن الفساد، و تندد بممارسة الإقصاء من خلال تجذير القبلية والمحسوبية داخل هياكل و مؤسسات الجبهة الانفصالية وبانعدام رؤية واضحة المعالم لإنهاء الصراع الدائر حول القضية الصحراوية. وأكد أحد المنتسبين للتنسيقية الشبابية لانتفاضة 5 مارس بتندوف، والداعية للإطاحة بنظام الجمهورية المزعومة للبوليساريو، في مكالمة هاتفية لجريدة "العلم" أن عدد المحتجين في انتفاضة السبت بالرابوني فاق 200 محتج، وذكر أنه لم يتم فض هذه الوقفة الاحتجاجية التي انطلقت حوالي الساعة التاسعة صباحا ودامت لمدة ساعتين، وطالب شباب الانتفاضة بالتغيير ومحاربة الفساد والإطاحة بعبد العزيز المراكشي رئيس الجمهورية المزعومة للبوليساريو، وبقادة الجبهة الذين وصفتهم الانتفاضة بزعماء الفساد. واتهم من أطلقوا على أنفسهم "شباب الثورة الصحراوية" قيادة الجبهة بالانشغال بتنمية الأموال التي استحوذوا عليها من مساعدات المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي ، وبمحاولة الاستمرار في الحكم من خلال الاحتماء بالنظام القبلي المدعوم بالفساد والرشوة والمحسوبية - بحسب تعبيرهم -. ونقل عن أحد الداعين للتظاهرة الاحتجاجية على القيادة الانفصالية يدعى سعيد زروال وهو زعيم تنظيم جديد معارض لمجموعة المراكشي سيعلن عن تأسيسه في الأيام المقبلة و يحمل إسم التجمع الصحراوي الديمقراطي تأكيده إن الشباب الصحراوي المنتفض رفع شعارات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاكمة المسؤولين عن الفساد، وبإفساح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية التي يحتكرها من وصفهم بالحرس القديم. وباستثناء محاولات لحرس المراكشي ثني الشباب عن الانضمام للانتفاضة وتهديدهم يوما قبل موعدها , تمسكت عناصر الجيش الجزائري وضباط المخابرات العسكرية الذين يحكمون الخناق الأمني على مخيمات تندوف الحياد ، و اكتفت بمراقبة الوضع في الوقت الذي تؤكد معلومات متواترة جديدة من المخيمات ما سبق و أوردته «العلم » من أن الحكومة الجزائرية تبحث عن أي مبررللتخلص من عبء عبد العزيز المراكشي و تنصيب شخصية جديدة مكانه على رأس قيادة الجبهة بمناسبة المؤتمر المرتقب للجبهة هذه السنة . وما يقوي هذا الطرح المعارض لمجموعة الانفصالي المراكشي داخل الجبهة و الذي يمثل في نظر الملاحظين مخرجا مؤقتا للمأزق الجزائري في شأن المعطيات التي تثبت تورط الجزائر ومعها البوليساريو ، في حمام الدم الليبي هو تأكيد ما يسمى بوزير الدفاع بجمهورية الوهم لصحيفة الخبرالجزائرية بأن مؤتمر الجبهة سيضع حدا لما وصفه بحالة التسيب السياسي التي تطبع البيت الداخلي للجبهة الانفصالية . وكان عبد العزيز المراكشي قد اجتمع، قبل يومين من تاريخ انتفاضة 5 مارس، بأعيان القبائل الصحراوية بالمخيمات وعلى رأسهم قبيلة البيهات وقبيلة الفقرة التي ينتسب لها، حيث حثهم على ردع أبنائهم عن المشاركة في هذه الانتفاضة ، كما جند عبد العزيز بعض الأبواق الداعية لعدم المشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية من أجل إحباطها، رافعين شعار أن الجزائر لا تريد شغبا أو فوضى فوق أراضيها ، و مشددين على أن القيادة ستكون غير مسؤولة عن أية عواقب ، إذا ما تدخلت الجزائر لفض هذه الوقفات الاحتجاجية التي تلوح بها التنسيقية الشبابية لانتفاضة 5 مارس وتيار خط الشهيد في الوقت الذي هدد فيه المنتفضون بمواصلة الاحتجاج يوميا مع رفع ساعات الاحتجاج ساعة كل يوم لغاية بلوغ 24 ساعة إن لم تأخذ مطالبهم مأخذ الجد والاهتمام. وذكر المصدر أن عدد التوقيعات المساندة لانتفاضة 5 مارس ، والتي رفعت للكتابة العامة للجمهورية المزعومة، بلغت 260 توقيع من داخل المخيمات، و582 توقيع من المساندين للتغيير المتواجدين خارج التراب الجزائري والمنتمين جلهم إلى تيار خط الشهيد.