قادة «البوليساريو» يهيئون مؤامرة جديدة لضرب استقرار المملكة كبديل عن حالة الضياع واليأس العلم:تحولت جبهة الانفصاليين الى عراب للحركات الاحتجاجية الاجتماعية التي شهدتها المناطق المغربية خلال الأيام الأخيرة, واللافت للنظر أن ما يسمى بوكالة أنباء الجبهة أهملت بالمطلق أنشطة قيادة البوليساريو وتخصصت منذ أسبوع في متابعة أخبار الاحتجاجات المسجلة بالمدن المغربية بعد شحنها بالأكاذيب وجرعات التزييف الملفقة وحبكها في قالب يعطي الانطباع الخاطىء بأن المملكة تعيش على إيقاع حركات يومية موجهة ضد النظام. و ما يفضح الخلفية التآمرية المتعمدة للجبهة الانفصالية هو ما تردد في الصحافة الإسبانية من كون وفد الانفصاليين الذي قام بجولة قبل أسبوع الى اسبانيا، والتقى بعض الأحزاب الاسبانية الصغيرة حاول إقناع محاوريه الاسبان بأن المملكة المغربية تعتبر من أكثر بلدان شمال افريقيا بعد تونس طبعا قابلية للانفجار الاجتماعي والسياسي، بل إن أعضاء الوفد الانفصالي الذي ترأسه المدعو ولد السالك تفنن في إقناع محاوريه الاسبان بأن الجزائر تتوفر على كل ضمانات الاستقرار السياسي مستقبلا وأنها هي المؤهلة الوحيدة للعب دور المحور الاقليمي الموجه لسياسة ومصير المنطقة ككل. وبغض النظر عن كون الجهة التي وفرت لها جبهة الانفصاليين هذه القراءة الاستشرافية الملغمة لا تعدو أن تكون إلا زعيم حزب الوطنيين الباسك الذي كان من أشد منتقدي خطوة حكومة مدريد القاضية برفض منح اللجوء السياسي لمجرمين متورطين في أحداث مخيم اكديم إزيك بالعيون, فإن القاسم المشترك الذي يجمع الوطنيين الباسك بمرتزقة البوليساريو هو سعي الطرفين للانفصال واعتبار باريس عدوا مشتركا بالنسبة اليهما معا. ففرنسا بالنسبة لجبهة البوليساريو حاجز أوروبي منيع أمام وهم الاستفتاء و هي نفسها التي ترفض الجلوس للحوار مع تنظيم الباسكيين المطالب بانشاء دولة على الحدود شمال اسبانيا. وضمن نفس المنحى فإنه لا يمكن تفسير تحذيرات ممثل الانفصاليين باسبانيا، بشراية بيون، من أن استمرار تجاهل معاناة «الشعب الصحراوي» سيدفعهم بالضرورة للجوء الى كافة أشكال العنف الممكنة إلا تنبيها مبطنا لمعالم مؤامرة جديدة تحيكها الجبهة داخليا وخارجيا لتكرار سيناريو مثيل بمؤامرة مخيم العيون واستثمارها إعلاميا كردة فعل انتحارية على مسلسل الانتكاسات الديبلوماسية التي تحصدها الأطروحة الانفصالية في مختلف بقاع المعمور.