هذا المقال سبق وأن تم نشره بجريدة "الأضواء" البحرانية عام 1999 وأُعيد نشره فى جريدة "الغد" الناطقة بلسان حزب الغد بتاريخ 11/04/2007 واليوم نعيد نشره للمرة الثالثة لاعتقادنا بأهميته مشروع (برنار لويس) لتقسيم منطقة الشرق الأوسط!! بقلم عبد الرحمن الغمراوي خرائط التقسيم اعتمدها الكونجرس الأمريكى عام 1983. أركان الجملة الفعلية: "فعل" و"فاعل" و"مفعول به"، فمتى نكون "فاعلاً"!!؟؟ بدل أن نكون "مفعول به"!!!؟؟؟ صناعة القرار الأمريكي تعتمد على الكثير من الدراسات والبحوث الأكاديمية العلمية والسياسية والاجتماعية والاستراتيجية!! الإمبريالية الجديدة تعتمد على سياسة "قسّم تسد"!! (بريجنسكي) مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي السابق سبق وأن أعلن أن منطقة الشرق الأوسط ستحتاج إلى تصحيح الحدود التي رسمتها إتفاقية (سايكس بيكو) ومقررات مؤتمر (فرساي)... الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة لم يكنا وليدة أحداث 11 سبتمبر 2001 أو إختراعا من إدارة المحافظين الجُدد فى البيت الأبيض ليُنفذها (جورج بوش) الابن... وسيط الصهيونية العالمية.. بل هي مشروعاً تم دراسته بعناية فائقة حتى قبل حرب أفغانستان وسقوط الإتحاد السوفيتي!! فالحكاية تبدأ عام 1980 حيث تقدم المستشرق اليهودي الأمريكي البريطاني الأصل (برنار لويس) بمشروع منطقة الشرق الأوسط بكاملها حيث يشمل تركيا وإيران وأفغانستان إلى الكونجرس الأمريكي... تمت الموافقة على هذا التقسيم بعد دراسته والإقتناع به والإقرار بأهميته، حيث تناول خرائط تقسيم المنطقة بالكامل.. وتمت الموافقة بالإجماع في الكونجرس عام 1983... وبدأت بالفعل دراسات هذا التقسيم... للوصول إلى مرحلة التطبيق العملي له لضرورات الإدارات الأمريكية المختلفة والمتعاقبة!! مع إختيار الوقت المناسب لبدء التطبيق الفعلي.. حيث بدأ التمهيد له بما يُحقق له النجاح المأمول لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات تابعة للولايات المتحدة... وتصيّدت الولاياتالمتحدة الوقت المناسب للتطبيق بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وتجلت الخطوة الكبرى أو بداية التنفيذ لهذا المشروع الاستعماري الجديد بعد أحداث 11 سبتمبر!! والتي يمكن أن تكون أحد مخططات هذا المشروع الجهنمي!! فأعلن (بوش) أن حربه مع الإسلام هي حرب صليبية جديدة.. وإن كان تراجع عن هذا المسمى إلا أنه يدور فى فلك هذه الحروب وخاصة بعدما قضى على الشيوعية تماماً.. وانفردت الولاياتالمتحدة بالإسلام بعد ما استخدمته لإسقاط الشيوعية!! ومن سمات الدول العظمى أنها تفكر قبل أن تتحرك.. وأن توظف المعلومات المتاحة لوضع السيناريوهات الخاصة بسياساتها الخارجية... ثم استخدام هذه السياسات المدمجة كآليات لحماية مصالحها الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية خارج الحدود الوطنية لهذه الدول.. من هنا يمكن إكتشاف أهمية الدراسات والبحوث الأكاديمية والعلمية والسياسية والاجتماعية التي تتولى من جانبها توفير المعلومات المطلوبة التي على أساسها تقدم صناعة القرار القاضي بمد الهيمنة على كثير من المناطق الواقعة خارج حدودها.. وهذا يعني أن العديد من المراكز والمؤسسات المتخصصة بالبحوث والدراسات السياسية والاجتماعية والاستراتيجية في القارتين الأمريكية والأوروبية بالتحديد لا تقوم بإعداد هذه الدراسات بهدف المعرفة وحدها والمجردة.. لكنها في حقيقة الأمر تستخدم غالباً في صنع القرار السياسي لهذه الدولة العظمى أو تلك بخاصة حين تكون الحاجة ماسة لدى إحدى هذه الدول إلى فرض هيمنتها على مناطق واقفة خارج حدودها... وهو ما اصطُلح على تسميته ب (الاستعمار)!! والهيمنة هنا تعني تنمية مصالح المستعمر وخاصة فى ظل عولمة أو كوكبية رفعت كثير من الحدود ليُصبح العالم قرية صغيرة يُهيمن عليها قطب أوحد هو الولاياتالمتحدةالأمريكية.. أما المؤامرة المقصودة والتي أُطلق عليها "مشروع الشرق الأوسط الكبير" والتي اعتمدها الكونجرس الأمريكي في عام 1983 فكانت تقضي بتقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة طائفية يسهل التحكم فيها، وبحيث تكون في نهاية الأمر تابعة أو تدور في فلك الولاياتالمتحدةالأمريكية و(إسرائيل)!!! بحيث يُقسم العراق إلى ثلاث دويلات: 1 دويلة شيعية في الجنوب. 2 دويلة سنية في وسط العراق. 3 دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي (تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية سابقاً). وتُقسم سوريا إلى أربع دويلات: 1 دويلة دمشق السنية. 2 دويلة حلب السنية. 3 دويلة علوية. 4 دويلة درزية (على أجزاء من الأراضي السورية واللبنانية). ويُقسم لبنان إلى ثمان دويلات: 1 دويلة سنية في الشمال عاصمتها طرابلس. 2 دويلة في سهل البقاع وعاصمتها بعلبك. 3 دويلة مارونية عاصمتها جونية. 4 دويلة بيروت (المدّولة). 5 دويلة درزية (على أجزاء من الأراضى اللبنانية والسورية). 6 كانتون كتائبي مسيحي في الجنوب. 7 كانتون فلسطيني في الجنوب مركزه صيدا. 8 كانتون تحت النفوذ الإسرائيلي. ويتم تقسيم شبه الجزيرة العربية ودول الخليج إلى ثلاث دويلات: 1 دويلة الإحساء الشيعية. 2 دويلة نجد السنية السعودية. 3 دويلة الحجاز السنية. ويُقتطع جزء من شمال المملكة العربية السعودية وضمه مع المملكة الأردنية لتُصبح دويلة شرق الأردن، وتبتلع إسرائيل الضفة الغربية وغزة وإعلان القدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل.. ويتم ترحيل الفلسطينيين إلى منطقتين: دويلة شرق الأردن والكانتون الفلسطيني في جنوب لبنان.. أما المؤامرة على مصر فتكون بتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات: 1 دويلة قبطية عاصمتها الإسكندرية. 2 دويلة إسلامية عاصمتها القاهرة (يراد لها أن تكون تحت النفوذ والسيطرة الإسرائيلية). 3 دويلة النوبة وعاصمتها أسوان (وتكون متكاملة مع الأراضي الشمالية من السودان). وكذلك يتم تقسيم السودان إلى ثلاث دويلات: 1 دويلة النوبة وعاصمتها أسوان (متكاملة مع الأراضى المصرية جنوب مصر). 2 دويلة الشمال السوداني الإسلامي (وعاصمتها الخرطوم). 3 دويلة الجنوب السوداني المسيحي وعاصمتها جوبا. و يتم تقسيم المغرب العربى إلى ثلاث دويلات: 1 دويلة المغرب العربي. 2 دويلة البربر. 3 دويلة البوليساريو. مما سبق يتضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد اعتمدت هذا التقسيم منذ عام 1983... وبدأت في خطوات تطبيقه!! والآن.. ماذا نحن فاعلون بعدما عرفنا حقيقة "الصديق الأمريكي..!؟ هل سنقبل أن نكون دائماً "مفعول" به أم أن الجملة الفعلية السليمة عناصرها فعل وفاعل ومفعول به... ويجب أن نكون فيها فاعلاً...!؟ المطلوب الآن أن نتحرك... علينا إلغاء الجملة الفعلية.. وخاصة بعدما عرفنا الفاعل الحقيقي.. هل من مستجيب؟! أم سنظل "مفعولاً به"..!!؟؟