يذكر حسب مصادرنا بباريز،أن الرئاسة الفرنسية كانت قد طلبت من نظيرتها الجزائرية الموافقة على زيارة ''مستعجلة'' لبعض المسؤولين الفرنسيين للجزائر لإجراء محادثات ''غير رسمية'' قد تعيد البلدين إلى خط التوافق مجددا، وتعتقد باريس أن التقارب الجزائري الأمريكي يتجه لأخذ مكانة فرنسا الاستراتيجية في الجزائر. يأتي طلب الرئاسة الفرنسية من نظيرتها الجزائرية مع أخذ التقارب الجزائري الأمريكي يتسلل كعامل آخر على محور الخلاف، سيما مع بروز اعتقاد راسخ أن عبد العزيز بوتفليقة يشتغل على تنشيط خط علاقات الجزائروواشنطن. ووجدت الرئاسة الفرنسية نفسها في حرج كبير عقب إعلان واشنطن عن سحب الجزائر من قائمة الدول المعنية بالتفتيش المشدد في المطارات الأمريكية، وكثير من المراقبين فسروا خطوة فرنسا بإقرار قائمة شبيهة تشمل الجزائريين أيضا كانت "تقليدا'' لتوجهات الإدراة الأمريكية. وحسب مصادرنا الخاصة،فقد أعطى بوتفليقة أولوية في علاقات الجزائر باتجاه المعسكرات الغربيةلواشنطن، وكان ذلك واضحا عبر عشرات الزيارات لمسؤولين أمريكيين للجزائر على مدار الأشهر الفارطة، مقابل زيارة هامة لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي للعاصمة الأمريكية قبل عدة أسابيع، كل هذا في وقت لم تسجل أي زيارة في الاتجاهين لمسؤولين جزائريين أو فرنسيين، عدا زيارة سابقة لأمين عام الإليزيه كلود غيان ووزيرة مكلفة بالاقتصاد في انتظار مجيء رئيس الوزراء السابق جون بيار رافاران. وقد وافقت الجزائر على مبادلة أكثر للمعلومات الأمنية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بخصوص الطيران المدني وحركة المسافرين، بعدما رأت الأخيرة أنه الحل الوسط لإجراء تعديلات على الإجراءات الأمنية التي كانت تستهدف 41 جنسية على مطاراتها، وقال مسؤول أمريكي بسفارة بلده في الجزائر ''قائمة الدول ال 41 ألغيت بشكل رسمي ولم تعد موجودة''.وعوضت السلطات الأمنية الأمريكية القائمة ''الاستعجالية'' كما وصفها مسؤول بسفارة أمريكا بالجزائر، بإجراءات بديلة تعتمد على المعلومات ''الفورية'' بالتبادل مع الدول ''الحليفة والصديقة''، وعبرت الجزائر على لسان سفيرها لدى واشنطن عبد الله باعلي عن ارتياح الجزائر بعد صدور هذا القرار، مشيرا إلى أن المواطنين الجزائريين لم يعودوا عرضة للتمييز والتفتيش القاسي الذي كان يمس بكرام تهم في المطارات الأمريكية.