تراجعت مشتريات المغرب من السكر بنسبة 13 في المائة، أي ما يمثل 2.5 ملايير درهم، في الفصل الأخير من السنة الماضية، نتيجة انخفاض الحجم المستورد، بما يقدر ب 22 في المائة،المغاربة يستهلكون 1.6 مليون طن سنويا من السكر رغم ارتفاع سعر هذه المادة في الأسواق الدولية بنسبة 11 في المائة، وفق مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية. وشهدت أسعار السكر في الأسواق العالمية، أخيرا، ارتفاعا بنسبة 14.5 في المائة، إذ وصل سعر الطن الخام في سوق نيويورك إلى 556 دولارا، بينما يتوقع أن يسجل العرض الدولي فائضا يقدر ب 2.5 مليون طن إضافية، بعد سنتين ضعيفتي الإنتاج، الذي لم يتعد 7.7 ملايين طن، نهاية يوليوز الماضي. وحاليا يقدر الاستهلاك الوطني من السكر ب 1.6 مليون طن سنويا، ما يدفع المغرب إلى استيراد أكثر من نصف الحاجيات، أي بين 550 و600 ألف طن، سنويا، من دول أوروبية، وأميركية لاتينية، خصوصا البرازيل، التي تعد أول دولة منتجة للسكر في العالم، بأكثر من 30 مليون طن سنويا. وتتوقع وزارة الفلاحة والصيد البحري، أن يمكن البرنامج، الذي وضعته السلطات لتأهيل قطاع السكر في أفق 2013، من إنتاج حوالي 657 ألف طن، ما سيمكن من تغطية 55 في المائة من الحاجيات الداخلية من هذه المادة الحيوية، التي يبلغ معدل الاستهلاك الفردي السنوي منها 35 كيلوغراما، مقابل حوالي 20 كيلوغراما للفرد على المستوى العالمي. وتتركز الزراعات السكرية، على مستوى المناطق الكبرى المسقية، في دكالة، وتادلة، والغرب، واللوكوس، وملوية. وتتكون الصناعة السكرية من خمس شركات، وتتوفر على طاقة معالجة تبلغ 43 ألف طن يوميا من الشمندر السكري، و10 آلاف طن يوميا من قصب السكر، ما يعني طاقة إنتاجية من السكر تبلغ 600 ألف طن سنويا. وتمكن الزراعات السكرية من خلق حوالي 9 ملايين يوم عمل سنويا، إضافة إلى ثلاثة آلاف منصب شغل قار في الصناعة، التي تستقطب 70 ألف فلاح. وكانت مجموعة "كوسومار" لصناعة السكر، التابعة إلى مجموعة أومنيوم شمال إفريقيا (أونا)، قامت، أخيرا، بتجربة نموذجية لتنمية زراعة قصب السكر، اعتمادا على آليات وتقنيات السقي بالتنقيط. ويهدف المشروع، الذي انطلق العمل به في منطقة سيدي محمد لحمر (دائرة سوق ثلاثاء الغرب بإقليم القنيطرة)، إلى تجهيز 402 هكتار. ويجري، في إطار شراكة بين "كوسومار" وجمعية منتجي النباتات السكرية بالغرب، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، لفائدة 73 فلاحا من أصحاب الضيعات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، ينتمون إلى 3 تعاونيات فلاحية، هي "العباسية"، و"المصباحية"، و"الشعبية".