حين تموت أنت يجب أن أموت أنا كذلك كان رحمة الله عليه رجلا وطنيا ومن مؤسسي الحركة الوطنية بالمغرب، وكان عضوا نشيطا في حزب الاستقلال، قبل أن يساهم في تأسيس الحركة الشعبية التي كانت ترفض فكرة الحزب الوحيد، بقيادة الدكتور الخطيب وأحرضان والوكوتي.وكان له جيش قوي في إطار الحركة الوطنية بالجهة الشرقية، واستطاع أن ينظم تلك المنطقة التي ثارت على الاستعمار الفرنسي، وكانت فكرة الجهاد الإسلامي حاضرة بقوة في كل تحركاته. وقد رفضت عدد من الحكومات المغربية التعامل مع المرحوم الوكوتي، لأنه كان من أشد المطالبين بقطع جميع العلاقات مع المستعمر وعدم الولاء له، كما رفض الانخراط في الجبهة التي اعتبرها طريقا نحو الحزب الوحيد بالمغرب، وهذا ما كان يرفضه بقوة، وصارت للوكوتي مكانة سياسية كبيرة في المغرب.كان رحمه الله يقول للدكتور الخطيب، حين تموت أنت يجيب أن أموت أنا كذلك، وأجابه الدكتور الخطيب بالمثل، وطلبا من الله أن يتوفاهما معا في وقت واحد، لأنه لا يستطيع أن يعيش بدون الخطيب وكذلك الخطيب لا يستطيع العيش بدون، ذلك أن كفاحهما كان كفاحا مشتركا في الحركة الوطنية، والغريب أنه لا توجد مدة كبيرة بين وفاة الخطيب رحمة الله عليه ووفاة الاستاذ الوكوتي رحمه الله. لقد كان رجلا قويا، ومن أشد المدافعين عن المشروع الإسلامي، ومن القائلين أن المشروع الاسلامي يجب أن يتحقق، وقد فرح كثيرا بالتحقاق الإخوة في ''التوحيد والإصلاح'' بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وكان يقول ان هذا هو يوم ''عرس''.