القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية بشرم الشيخ المصرية افتتحت صباح اليوم الأربعاء بمدينة شرم الشيخ المصرية أشغال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية بمشاركة الوزير الأول السيد عباس الفاسي ممثلا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتخصص هذه القمة أساسا للوقوف على مدى تنفيذ القرارات والمشاريع التي تمخضت عن أول قمة عربية اقتصادية في الكويت سنة 2009 وهمت بالخصوص مجالات البنية الأساسية والصناعات الصغيرة والمتوسطة والتنمية الاجتماعية والتي تم تنفيذها "بدرجات متفاوتة" و" لابأس بها" حتى الآن حسب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ومن أهم المشاريع المعروضة على القمة الثانية مشروع الربط البحري العربي الذي يأتي استكمالا للقرار الخاص بالربط بالطرق والسكك الحديدية، إضافة إلى مشروع ربط شبكات الانترنت العربية الذي ينتظر أن يرفع من كفاءة الخدمات المقدمة عبر الشبكة العنكبوتية في مجالات التعليم والتجارة وغيرها ويضمن استمرار التواصل الإلكتروني بين الدول العربية. ما ستبحث القمة، التي أضحت تنظم ضمن توجه جديد للجامعة العربية لتنظيم قمم نوعية ،مشروعا للربط الكهربائي بين البلدان العربية والذي أشارت مصادر الجامعة العربية إلى أن العمل فيه تم "بدرجة لابأس بها" أيضا بالرغم من "بعض المعوقات" ذات الطابع المالي. ويمثل صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة والذي أعلن عن إنشائه في قمة الكويت برأس مال يقدر بملياري دولار أحد أهم الأوراش التي تحقق فيها تقدم جيد حيث تم لحد الآن تعبئة ما مجموعه حوالي3 ر1 مليار دولار كمساهمات رسمية . ومن أهداف العمل العربي المشترك على الواجهة الإقتصادية أيضا الوصول إلى اتحاد جمركي عربي سنة 2015 ، إذ تم الانتهاء من مشروع القانون الجمركي العربي الموحد فيما يجري حاليا استكمال جداول التعريفة الجمركية في أفق سنة 2012 تمهيدا للتفاوض على البنود الخاصة بالتعريفة الجمركية كآخر محطة قبل الإعلان عن الاتحاد. ويؤمل في أن يعطي التقدم على هذا المسار دفعة لمنطقة التجارة الحرة العربية التي تم الإعلان عن إقامتها والتي تشكو مع ذلك من " بطء" في حركيتها كما سجل ذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال لقاء مع الصحافة على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة . وستكون القضية الفلسطينية حاضرة خلال مناقشات القادة العرب من خلال أحد بنود جدول الأعمال والذي يهم البحث عن سبل لدعم الشعب الفلسطيني وخصوصا في القدسالمحتلة كأحد مداخل مواجهة مخططات الاستيطان والتهويد التي تستهدف المدينة المقدسة. وفي هذا السياق، تلقت الجامعة العربية خطابا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتعلق بالمشاريع العربية لدعم صمود القدس من الناحية الاقتصادية بما يعزز الوجود العربي الفلسطيني ويحمي الممتلكات الفلسطينية في القدسالشرقية. ومن المنتظر أيضا أن تصدر القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بيانا بشأن مكافحة الإرهاب يجدد إدانة الجانب العربي للإرهاب بكل صوره وأشكاله وذرائعه والتزامه بالقضاء على بؤره من جهة، ويؤكد من جهة أخرى رفض البلدان العربية للمحاولات الخارجية للتدخل في شؤونها الداخلية . ولأن السياسة التنموية لجلالة الملك كانت محل تقدير خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية،فقد قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري إن السياسة التنموية التي ينهجها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس كانت محل تقدير وترحيب خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية المنعقدة حاليا بشرم الشيخ. وأكد السيد الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة عقب الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة، أن صاحب الجلالة كان حريصا، على الدوام، على التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق وتبادل الاستثمارات وسن سياسة للتنمية البشرية في العالم العربي، من أجل إعطاء مضمون تنموي ملموس للعمل العربي المشترك. وأشار الوزير، من جهة أخرى، إلى أنه تم خلال هذا الاجتماع التحضيري دراسة تفاصيل تطوير شبكة المواصلات البرية والجوية والسككية العربية، موضحا في هذا السياق أن الوفد المغربي قدم الخطوط العريضة للبرنامج الوطني الخاص بالطرق السيارة وتطوير شبكة السكك الحديدية بما فيها إحداث القطار فائق السرعة الذي سيربط قريبا طنجة بالدار البيضاء. وأضاف السيد الفاسي الفهري أن الاجتماع الوزاري تطرق أيضا إلى نقطة إضافية تتعلق بالعمليات الإرهابية فوق الأراضي العربية والتي تستهدف المسيحيين العرب الذين هم مواطنون يتمتعون بجميع حقوق المواطنة، مشيرا إلى وجود تفكير في توجيه رسالة عربية مشتركة إلى الغرب من أجل عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية.