فرضت طوقا أمنيا على الشارع الذي يوجد به المقر بعد أن حاول شباب محتجون الوصول إليه الصباح : كشفت مصادر مطلعة أن مصالح المخابرات الجزائرية فرضت الثلاثاء الماضي طوقا أمنيا على مقر سفارة جبهة بوليساريو في العاصمة الجزائر، بعد أن حاول مجموعة من الشباب الجزائري الغاضب، اقتحامه، احتجاجا على الأموال التي يصرفها النظام الجزائري على الجبهة في الوقت الذي يتضور الشعب الجزائري جوعا، ويعاني البطالة وارتفاع الأسعار. وأفادت المصادر نفسها، أن حالة من الاستنفار الأمني تحيط بمقر السفارة الواقعة بشارع فرانكلين بالعاصمة الجزائرية، فيما تم اعتقال شخصين حاولا الاقتراب من المقر المذكور، بدعوى تهديد أمن التمثيلية الدبلوماسية، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية استبقت مباشرة إجراءات احترازية بغرض تفادي تكرار سيناريو أحداث سنة 1988، حين اقتحم مجموعة من الشباب السفارة وأحرقوها وأنزلوا علم بوليساريو. وذكرت المصادر ذاتها، أن المخابرات الجزائرية فرضت طوقا أمنيا منيعا على كل المنافذ المؤدية إلى مقر سفارة بوليساريو، فيما تعززت المراقبة الأمنية على موظفي الإدارة، وذلك لإبعاد خطر الهجوم عليهم من طرف شباب من المحتجين. وعلم أن حالة الطوق الأمني بقيت مفروضة على امتداد الشارع، حيث مقر السفارة، إذ كشفت المصادر أنه في الوقت الذي انسحبت سيارات الأمن من أمام مقر بعض البعثات، بقيت أخرى مرابطة أمام مقر سفارة بوليساريو، رغم أنه، تضيف المصادر نفسها، يحظى بحراسة مشددة، منذ أن افتتح كقنصلية قبل أن تتحول إلى سفارة متعمدة رسميا في فبراير من سنة 1976. وفي السياق نفسه، كشفت المصادر ذاتها، أن استهداف مقر سفارة بوليساريو في الجزائر العاصمة، كلما اندلعت أحداث اجتماعية في الجزائر، يشكل رسالة واضحة إلى النظام الجزائري، مفادها أن شرائح واسعة من المجتمع غير معنية بالصراع الجزائري المغربي في قضية الصحراء، سيما أن الجزائريين، تضيف المصادر نفسها، يشتكون من أن هذه القضية تستنزف أموال عائدات الغاز الجزائري، كما كشفت محاولة اقتحام مقر السفارة المذكور من طرف مجموعة من الشباب الغاضب، فشل كافة المحاولات التي أشرفت عليها جمعيات موالية للمخابرات الجزائرية، من أجل تحويل النزاع في الصحراء من قضية نظام إلى قضية داخلية. وكان مقر سفارة بوليساريو في الجزائر، تعرض لإحراق من طرف مجموعة من الشباب الغاضبين خلال الاضطرابات الاجتماعية التي عرفتها الجزائر سنة 1988، وذلك ردا على استنزاف القضية لجزء كبير من أموال وضرائب الشعب الجزائري، من أجل إطالة الصراع في هذه القضية، سيما أن تقارير تحدثت عن حالة من البذخ يعيشها موظفو السفارة من القياديين داخل الجبهة، ونقل أموالهم إلى حسابات بنكية في الخارج من عائدات البترول الجزائري.