شارك المئات من المغاربة والاسبان، أمس السبت بمدينة الجزيرة الخضراء (جنوبإسبانيا)، في مسيرة نظمت بمبادرة من منظمة غير حكومية إسبانية لدعم مخطط الجهوية بالمغرب، ومشروع الحكم الذاتي بجهة الصحراء، الذي اقترحه المغرب في إطار الجهوية الموسعة. فقد استجاب العديد من الرجال والنساء من مختلف الشرائح الاجتماعية ، قدموا من عدد من المدن الاندلسية وأيضا من المغرب، للدعوة التي وجهتها المنظمة غير الحكومية الاسبانية "من أجل مساندة الصحراء المغربية"، والتعبير عن الدعم لفائدة مشروع الحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية للمملكة كحل ملائم لطي ملف النزاع المفتعل حول الصحراء. وكان المئات من المواطنين الإسبان المقتنعين بوجاهة مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب لحل هذا النزاع، بالإضافة إلى مغاربة يقيمون بعدة مدن أندلسية من بينها الجزيرة الخضراء وقاديس ومالقة، يحملون الأعلام المغربية والاسبانية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول. وبصوت واحد ، كان هؤلاء المتظاهرون المقتنعون بوجاهة مخطط الحكم الذاتي بالصحراء الذي اقترحته المملكة يرددون هتافات للتأكيد على مغربية الصحراء والمطالبة بالإفراج عن المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف في جنوب غرب الجزائر. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال هذه المسيرة "جميعا من أجل الحكم الذاتي في الصحراء" و"الحكم الذاتي : الحل الملائم لقضية الصحراء" و"إسبانيا والمغرب: جاران وصديقان". وقد جابت هذه المسيرة التي انطلقت من حديقة "ماريا كريستينا"، عددا من الشوارع بمدينة الجزيرة الخضراء قبل أن تصل إلى شارع بيانوبا (وسط المدينة) حيث تمت تلاوة بيان في ختام هذه المسيرة الشعبية المنظمة تحت شعار"الصحراء، الحل : الحكم الذاتي". وجاء في البيان الذي تلاه رئيس جمعية "من أجل مساندة الصحراء المغربية"، الاسباني لويس بوينو، "نحن هنا اليوم لإسماع صوتنا ولنقول للذين يرغبون في الانصات إلينا إن مخطط الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية يشكل حلا سلميا ومرضيا وقابلا للتطبيق". وأكد البيان أن جميع الظروف مواتية من أجل عودة المغاربة المحتجزين منذ عقود في مخيمات تندوف في الجزائر إلى أرض الوطن و"العيش حياة كريمة في الأرض التي ولدوا فيها". وأبرز لويس بوينو أن "المملكة المغربية قدمت للمجتمع الدولي مخططا للحكم الذاتي للصحراء من أجل وضع حد لسنوات من الحزن والمعاناة"، مشيرا إلى أن الصحراء ستصبح منطقة تتمتع بالحكم الذاتي حيث يمكن للصحراويين المحتجزين في تندوف "العيش في سلام والاشتغال وتدبير شؤونهم بأنفسهم". وشدد رئيس جمعية "من أجل مساندة الصحراء المغربية" على أن "أبواب المغرب مفتوحة على مصراعيها" للصحراويين الذين يرغبون في العودة إلى أرض الوطن والعيش في سلام كما هو الشأن بالنسبة لإخوانهم الذين اختاروا بالفعل هذا الخيار"، معربا عن استيائه للظروف المأساوية التي يعيش فيها المغاربة المحتجزون في مخيمات تندوف والتي لا يمكن أن تستمر أكثر. ولاحظ لويس بوينو أن"المجتمع الدولي يدرك جدوى المخطط المغربي لمنح الحكم الذاتي للصحراء"، داعيا في هذا الصدد إلى تقديم مزيد من الدعم لهذا المشروع الذي يشكل "فرصة تاريخية" لتسوية هذا النزاع المفتعل الذي دام لفترة طويلة جدا. كما ندد البيان الذي تمت تلاوته في ختام هذه المسيرة ب"مناورات بعض وسائل الاعلام الاسبانية التي حاولت مؤخرا تضليل الرأي العام الاسباني من خلال نشر أكاذيب حول الأحداث التي وقعت مؤخرا في العيون". وأشار البيان إلى أن بعض الأطراف "التي تدعي أنها صديقة للصحراويين تحركها مصالح مشكوك فيها"، مؤكدا أن "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المغرب يريد إنهاء النزاع من خلال مخطط الحكم الذاتي بالصحراء الذي يدعمه المجتمع الدولي. وكانت جمعية "من أجل مساندة الصحراء المغربية" قد أكدت في بلاغ أصدرته مؤخرا على أن المملكة المغربية تتوفر على قدر كاف من الحجج التاريخية والقانونية الدامغة التي تمكنها من تأكيد سيادتها على الصحراء، بالإضافة إلى كون المغرب كانت لديه الشجاعة والحكمة للتقدم بمقترح الحكم الذاتي للصحراء وهو المقترح الذي تم وصفه بالجدي وذي مصداقية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتتوخى جمعية "من أجل مساندة الصحراء المغربية"، التي تم إحداثها مؤخرا بمدينة الجزيرة الخضراء من قبل مواطنين إسبان ومغاربة، دعم مشروع الحكم الذاتي بجهة الصحراء الذي اقترحه المغرب في إطار الجهوية الموسعة. كما تهدف هذه الجمعية التي تتمتع باستقلالية تامة إلى "المساهمة في تسوية النزاع حول الصحراء وتشجيع عودة الصحراويين بتندوف إلى وطنهم الام"، وتحسيس الرأي العام بالظروف الحالية المثلى لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع".