دلمي: الموقف السلبي الإسباني ضد المغرب غير موضوعي أكد أن المغرب في حاجة إلى سياسة تواصلية فعالة لتغيير صورته لدى الآخر جمال بورفيسي :قال عبد المنعم دلمي، الرئيس المدير العام لمجموعة "إيكوميديا"، ورئيس الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، إن المغرب يعاني غياب إستراتيجية إعلامية وتواصلية قادرة على تغيير الصورة النمطية المتجذرة حوله لدى الرأي العام الإسباني. وأضاف دلمي، في ندوة نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الجمعة الماضي بالرباط، حول "الدعاية السياسية والإعلام"، أن المغرب لا يتوفر على سياسة خاصة لتسويق صورته الحقيقية لدى الآخر، وأن الوقت حان ليشتغل على هذا المشروع. وأوضح أن صورة المغرب والمغاربة في عدد من البلدان الأوربية غير القريبة منا، لا علاقة لها بالصورة التي نحملها نحن عن أنفسنا. وقال إن المغرب حقق تطورات هامة في مختلف المجالات الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الآخرين لا يعرفون ذلك، بسبب غياب سياسة فعالة للتواصل. وأكد دلمي ضرورة تحديد موقف من إسبانيا، وما نريده منها، مبرزا أن الهدف ليس هو محاربة هذا البلد، بل حمله على أن يتبنى موقفا محايدا، على الأقل، من قضية الوحدة الترابية، إن لم يكن مساندا لها. وذكر دلمي بتزايد الاستثمارات الإسبانية بالمغرب، وتزايد عدد السياح الإسبان الذين يزورون المغرب سنويا. وأبرز أن الموقف السلبي للإسبان تجاه المغرب لا ينبني على أسس ومعطيات موضوعية، بل على منطلقات ذاتية، مشيرا إلى أن الحزب الشعبي الذي يتبنى مواقف غير متوازنة ضد المغرب سينهج الخط السياسي نفسه الذي ينهجه الحزب الاشتراكي الحاكم، في حال وصوله إلى الحكم، لأنه سيراعي المصالح الاقتصادية القائمة بين البلدين. واعتبر دلمي أن الشيء الأساسي، بالنسبة إلى المغرب، هو الرأي العام الاسباني، لأن الإعلام لا يتجه نحو ما يعارض الرأي العام، مشددا على ضرورة القيام بعمل ينبني على إستراتيجية من أجل تغيير الصورة النمطية عن المغاربة، سواء في إسبانيا أو غيرها من البلدان. وأكد أن المغرب في حاجة إلى القيام بدراسات علمية تحدد رؤية المواطن الإسباني إلى المغرب والمغاربة وأسباب تبنيه نظرة معينة تجاه المغرب، وذلك بهدف تصحيح صورتنا تجاه الآخر. من جهته، انتقد محمد العربي المساري، الخبير في الشؤون الإسبانية، تعامل الإعلام الإسباني مع قضايا المغرب، واصفا إياه بالتحيز لأطروحة الانفصاليين والانتقائية. وقال المساري إن تعاطي وسائل الإعلام الإسبانية مع القضايا المغربية يعكس نوعا من الاستهتار، بل الإباحية، وهو ما يتجلى في ضرب قواعد المهنية والقيم الأخلاقية بعرض الحائط كلما تعلق الأمر بتناول القضايا التي تهم المغرب. وأبرز أن التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الإسبانية لأحداث العيون أثبتت أن الايدولوجيا قتلت المهنية. وأبرز أن الإعلام الإسباني يعكس قناعات عامة تتقاطع مع ثقافة الإقصاء السائدة في إسبانيا منذ 500 سنة، التي لا تعترف سوى بثقافة ولغة ودين واحد، وهو أمر متواصل. في السياق نفسه، تحدث عبد الله ساعف، أستاذ العلوم السياسية، عن الحاجة إلى التأسيس لحوار طويل المدى من شأنه أن يسهم في تغيير صورة المغرب لدى الإسبان، وأثار الأستاذ الباحث مسألة إخضاع الإعلام للقرار العسكري والسياسي، مستحضرا، في هذا السياق بالخصوص، الحرب ضد العراق، وكيف حصل إجماع الإعلام على توحيد المعالجة لهذه الحرب بدون أن يطرح ذلك أي إشكال أو أزمة ضمير، بما يفيد أن المسألة أصبحت بنيوية، وأكد ساعف أنه في حالة الصراع، كل الأشياء تصبح مرتبطة بالآلة السياسية ومراكز النفوذ، مشيرا إلى أن ذلك يطرح سؤال العلاقة بين الإعلام والمجتمع المدني والقرار السياسي. ودعا الأستاذ الباحث إلى البحث في الأسباب التي جعلت بلدا ديمقراطيا، وهو إسبانيا، يتوحد في تحديد عدو له دون أن يثير ذلك أي نقاش، معتبرا أن ذلك لا يتلاءم مع التجربة الديمقراطية لهذا البلد. في السياق ذاته، وصف يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تعامل الإعلام الإسباني مع شؤون المغرب، خاصة قضية الوحدة الترابية، وبالأخص الأحداث الأخيرة، بأنه استهتار مهني لا مثيل له، يضرب بكل قواعد المهنة وكتب الأسلوب ومواثيق الشرف في الإعلام الإسباني، عرض الحائط. واعتبر أن الإعلام الإسباني يوظف كل ما هو سلبي عن المغرب بانتقائية، مع اختيار مصطلحات وصيغ عصرية، مثل حقوق الإنسان، والإبادة، والتطهير العرقي، مشيرا إلى أن الإعلام الإسباني مُوجه، ومبرزا أن الدراسات حول تعاطي الإعلام الإسباني مع المغرب، أظهرت أن هذا التعامل يركز على السلبيات دون الإشارة إلى الإيجابيات. وعبر مجاهد عن قناعته بأن الحملات التضليلية ضد المغرب وضرب البلد في الجبهة الجنوبية، تروم إضعاف المغرب في الجبهة الشمالية، في إشارة، بالخصوص، إلى المشكل الذي يطرحه استمرار احتلال مدينتي مليلية وسبتة، من طرف إسبانيا.