خلية أمغالا نسقت عملياتها عبر الأقمار الاصطناعية الصباح :كشفت مصادر مطلعة تفاصيل جديدة وصفتها ب "الخطيرة جدا" حول علاقة الخلية الإرهابية التي أعلنت المصالح الأمنية، أخيرا، عن تفكيكها بمنطقة "أمغالا"، بأجانب قاطنين بأوربا وزعماء التنظيم بالجزائر وطرق إخفاء الأسلحة بالصحراء. وقالت المصادر نفسها إن زعماء التنظيم الإرهابي خططوا لاعتماد سفوح جبال الريف قاعدة خلفية للاختباء، وشن عمليات تخريبية داخل المغرب تستهدف المصالح الأمنية والمؤسسات الحيوية، مشيرة إلى قيامهم بعمليات فاشلة للسطو على وكالات بنكية ووكالات تحويل الأموال بكل من البيضاء والرباط وسرقات داخل المنازل، من أجل تمويل أنشطتهم، في حين حاول أحدهم قتل مروج للمشروبات الكحولية بفاس، خلال مارس 2010، انتقاما منه على التبليغ عن سلفيين جهاديين قاما بعمليات تعزيرية. وأبانت التحريات الأمنية وجود علاقات متعددة بين عناصر الشبكة الإرهابية وتنظيم القاعدة بأوربا، من بينهم فلسطيني، يجري البحث لتحديد هويته، ويستقر بالدنمارك، وجزائري يستقر بإسبانيا، ويعملان على التنسيق مع العناصر بالمغرب، في حين أن مغربيا آخر، يحمل الجنسية الفرنسية، كلف بربط علاقة بأفراد شبكات ترويج المخدرات بأوربا. وأفادت المصادر ذاتها أن الشبكة الإرهابية امتداد للتنظيم الإرهابي الذي تم تفكيكه سنة 2007 بزعامة "محمد الخضر"، الذي كان موضوع مسطرة مرجعية، وظل بموجبها "هشام الربجة" و"نور الدين اليوبي" مبحوثا عنهما دوليا، قبل سعيهما إلى إحيائها، مجددا، واستقطاب أعضاء جدد، خاصة الشباب لإرسالهم إلى معسكرات تنظيم القاعدة بالجزائر والساحل، وخضوعهم هناك لتداريب شبه عسكرية ثم العودة إلى المغرب، وتشكيل خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية باستعمال الأسلحة النارية المحجوزة. وروت المصادر نفسها تفاصيل جديدة حول تفكيك الخلية الإرهابية، إذ توصلت المصالح الأمنية بمعلومات حول "العمراني الفضالي"، أحد نشطاء تيار السلفية الجهادية الذي ينشط في استقطاب وتجنيد عناصر التيار السلفي، وله علاقة مع "نور الدين اليوبي"، المبحوث عنه دوليا ويوجد حاليا بالصحراء الكبرى بشمال مالي ضمن ما يسمى "كتيبة طارق بن زياد" التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقاد تتبع تحركات العمراني إلى تحديد هويات مجموعة من النشطاء الذين انخرطوا ضمن الشبكة ذاتها.توجه العمراني، حسب المصادر ذاتها، بأمر من نور الدين اليوبي، إلى فكيك للقاء مبعوث تنظيم القاعدة بهدف التنسيق معه باعتباره أحد الأعضاء البارزين ضمن تنظيم القاعدة من أجل تقديم الدعم المالي واللوجستيكي لإنشاء قاعدة خلفية والإعداد لتنفيذ أعمال إرهابية، إضافة إلى مساعدة محمد مهيم (الفار من السجن المركزي بالقنيطرة سنة 2008) على الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأنه شخص مبحوث عنه، مما يشكل خطرا على التنظيم لإمكانية وصول الأجهزة الأمنية إليه وبالتالي إفشال مخططاتهم. وفي اليوم نفسه الذي أوقف فيه العمراني بفكيك، في رابع يناير الجاري بالمحطة الطرقية بالمدينة، ضربت عناصر مصلحة الأبحاث والتدخلات طوقا أمنيا حول المكان، وأثار انتباههم وجود "هشام الربجة"، الذي تبين أنه مبعوث القاعدة إلى المغرب. وأفضت الأبحاث الأولية التي بوشرت مع مبعوث القاعدة إلى أنه كلف من "نور الدين اليوبي" بلقاء العمراني، وأسفر تفتيشه عن مفاجآت من العيار الثقيل، إذ عثر بحوزته على ورقة صغيرة مدونة عليها مجموعة من الحروف الأبجدية، اتضح أنها رقم مشفر لهاتف "الثريا" الذي يعمل بالأقمار الإصطناعية، وورقتين مدون عليهما بخط اليد رموز لفك الشفرة التي يتعامل بها أفراد التنظيم. ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ أسفرت عملية التفتيش عن معاينة شيء ما مخبأ بإحكام بحزام المتهم، وعند فك الخياطة عثر على ورقة صغيرة مغلفة بالبلاستيك مدونة عليها معطيات رقمية لنظام تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية أكد بشأنها "الربجة" أنه تسلمها من أمير التنظيم بشمال مالي ونور الدين اليوبي اللذين أخبراه بأنها تخص مواقع تخزين أسلحة نارية وذخيرة لاستعمالها عند اكتمال جميع مراحل مشروع التنظيم ضرب أهداف بالمغرب. واستغلت المصالح الأمنية المعطيات الرقمية، وبدعم من عناصر الدرك الحربي انتقلت إلى منطقة "امغالة"، التي تبعد عن العيون بحوالي 220 كيلومترا، حيث حجزت ترسانة مهمة من الأسلحة النارية والذخيرة، تمثلت في30 سلاح كلاشنيكوف، وثلاثة مسدسات رشاشة، وقاذفتين طويلتي المدى، ومجموعة من الخراطيش، و10 قاذفات من نوع "82"، و10 قذائف خاصة، وقاذفات مضادة للدبابات، ومعدات طبوغرافية، بما فيها خرائط تخص المنطقة الحدودية المغربية الجزائرية. وموازاة مع ذلك تم إيقاف باقي عناصر التنظيم الإرهابي الذين سبق تحديد هوياتهم بكل من البيضاء والمحمدية وفاس وأحفير والجديدة والعيون والرباط ووازان، وهم محمد مرابط، ورشيد قنديل، وعبد القادر راضي، ونورالدين جرار، وكمال منجم، وأحمد دفتار، وعزالدين حماس، وسعيد عزام، وهشام الهشامي، ورشيد طيان، والمحجوب بولهنا، ومحمد بقلوش، وعلال حالي، وياسين بورمضان، ورشيد أيت بوتلبورجت، وأمين صالحي، وعبد الله آيت الماطي، وعادل حفيظي، وإبراهيم عريش، وعزالدين بريك، وأحمد إدريسي، وتوفيق هاودي، وبدر كونين، وعبد اللطيف قويبعاتي، وعلال الورشان.