تحدث يونس مجاهد عن كون وسائل الإعلام الإسبانية تسيء إلى المغرب مع سبق الإصرار والترصد، فرؤساء تحرير الجرائد الإسبانية هم من يُملُون على المراسل الموجود في المغرب ما عليه كتابته وليس ما يراه هو على أرض الواقع. كما أن الإعلام الإسباني يتعامل بالكيل بمكيالين مع القضايا المغربية الجزائرية، فهو يركز فقط على الجانب السيئ في المغرب، في حين يُعتّم على ما يحدث في الجزائر، والدليل على ذلك أن الانتفاضة الجزائرية الأخيرة . المساء : احتضنت قاعة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء الجمعة الفارط، ندوة نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تحت عنوان «الإعلام والدعاية السياسية»، تم خلالها الحديث عن تداعيات أحداث العيون الأخيرة، خاصة في جانب التناول الإعلامي الإسباني. وقد شارك في الندوة كل من يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، محمد العربي مساري، الصحافي والسفير السابق في دولة البرازيل، وعبد الله ساعف، الأستاذ في كلية الحقوق بالرباط. وقد تحدث في البداية العربي المساري عن الحقد الإسباني على المغرب، وهو الحقد الذي يراه معششا في الذهنية الإسبانية وتشترك فيه أغلب مكونات الشعب الإسباني وليس فقط الحزب الشعبي، كما يعتقد البعض، فحسب تجربته كصحافي في الجرائد المكتوبة بالإسبانية، يرى العربي المساري أن وسائل الإعلام الإسبانية ركّزت، على مدى تاريخها، فقط على الجوانب التي تُظهِر المغرب كدولة متخلفة، وكمثال على ذلك أن صحيفة «El Pais» الشهيرة التي ذكرت في عددها ليوم الجمعة الأخير خبر وصول «باتيرا» مغربية تحمل مهاجرين قادمين من الصحراء المغربية في صدر صفحتها الأولى، في حين أن أخبارا مشابهة لمهاجرين جزائريين لا تظهر إلا في الصفحات الداخلية... وفضلا على ذلك، فجريدة مثل «El Mundo» ما زالت -حسب رأيه- تؤكد أن المغرب الرسمي هو المدبر لتفجيرات مدريد.. كما أن غالبية الإسبان، في استطلاعات الرأي، يؤيدون شنَّ حرب على المغرب بخصوص قضية سبتة ومليلية، وهو الأمر الذي يتأكد من خلال التعليقات الحاقدة التي يكتبها المواطنون الإسبان في مواقعهم الإخبارية، مما يؤكد فرضيته بخصوص الكره الإسباني الشديد لكل ما هو مغربي. وفي نفس المنحى، تحدث يونس مجاهد عن كون وسائل الإعلام الإسبانية تسيء إلى المغرب مع سبق الإصرار والترصد، فرؤساء تحرير الجرائد الإسبانية هم من يُملُون على المراسل الموجود في المغرب ما عليه كتابته وليس ما يراه هو على أرض الواقع. كما أن الإعلام الإسباني يتعامل بالكيل بمكيالين مع القضايا المغربية الجزائرية، فهو يركز فقط على الجانب السيئ في المغرب، في حين يُعتّم على ما يحدث في الجزائر، والدليل على ذلك أن الانتفاضة الجزائرية الأخيرة لم تحضر في وسائل الإعلام الإسبانية إلا من خلال قصاصة وحيدة كان مصدرها الداخلية الجزائرية وليس مراسلو وسائل الإعلام الإسبانية، كما يقتضي الأمر، مع ضرورة ذكر أن الصحافة المغربية لا يمكنها لوحدها مواجهة الإعلام الإسباني، ما دامت صحيفة جهوية واحدة في إسبانيا تبيع 500 ألف نسخة مقابل 300 ألف نسخة لجميع الجرائد المغربية. وأبرز يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أنه يحصل استهتار مهني لا مثيل له بكل قواعد المهنة وكتب الأسلوب ومواثيق الشرف في الإعلام الإسباني، حينما يتعلق الأمر بقضايا المغرب... وأكد مجاهد أن هناك توجيها من قِبَل قوى في إسبانيا لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية، وهي توجيهات مرتبطة بتيارات سياسية أو بمجموعات،وهناك «عقيدة إستراتيجية» تستعمل في كل ما يتعلق بالمغرب. واعتبر مجاهد أن الإعلام الإسباني يوظف كل ما هو سلبي عن المغرب بانتقائية، مع اختيار مصطلحات وصيغ عصرية (حقوق الإنسان، الإبادة والتطهير العرقي..) مشيرا إلى أن الإعلام الإسباني لا يعتمد على مصادر موثوقة وتغيب عنها المصداقية في تعاطيها مع قضايا المغرب. وفي ما يتعلق بالحوار مع المكونات الممثلة للإعلام الإسباني، أبرز مجاهد أنه تم فتح حوارات مع عدد من الجمعيات الإسبانية منذ مدة طويلة، «لكنهم لم يغيروا نهائيا» من مواقفهم، مشيرا إلى وجود مقاومة لديهم للحوار، كلما تمت دعوتهم إليه. وحاول عبد الله ساعف التركيز على الجانب الإيجابي من العلاقات الإسبانية المغربية وعلى أنه علينا أن نخطو الخطوة الأولى في سبيل تقوية العلاقات بين البلدين، لتجاوز الخلافات وبناء غد أفضل، على اعتبار المصالح المشتركة بين البلدين..