أبرز المتدخلون في الملتقى الوطني الخامس للوكالات الحضرية، أول أمس الاثنين، بالرباط، أن أغلب ما تنتجه الوكالات الحضرية من فضاءات جديدة يتخلله النقص والرداءة في الهندسة المعمارية. معتبرين أن تنافسية الوكالات الحضرية، خاصة في المدن الكبرى، تستلزم نجاعة في الحلول المقدمة للإشكالية الحضرية، المتمثلة في عجز البنيات التحتية، ونقص الخدمات، والتشوه العمراني، والفوضى في تصميم المجال. ودعا المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نظمته فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب، تحت شعار "الوكالات الحضرية: 25 سنة في تنمية المشهد الحضري"، إلى رفع التحديات النوعية والكمية، التي تواجهها المدن المغربية، نتيجة النمو الديمغرافي المتزايد في المدن. وقال توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتعمير، إن ألفا و300 موظف يشتغلون في 26 وكالة حضرية على الصعيد الوطني، إلى جانب 880 من الأطر والمهندسين المعماريين والإداريين، مشيرا إلى أن "الوكالات الحضرية صاحبت تطور مراحل الحكامة والديمقراطية المحلية، وكانت وراء كل المشاريع الكبرى"، التي شهدها المغرب. وأكد الوزير أن للوكالات الحضرية دورا استراتيجيا في فرض التنمية المستدامة في المشاريع الجديدة، وفي المشاريع الصغرى والمتوسطة، وفي تجديد الحضارة السكنية. بالمقابل، اعترف أن أغلب ما تنتجه الوكالات الحضرية من فضاءات جديدة يعاني نقصا ورداءة في الهندسة المعمارية، مشيرا إلى أن الوكالات تواجه مجموعة من الإكراهات، لأنها مكلفة بمجالات واسعة ومختلفة داخل المجال نفسه، ولها اختصاصات مركبة من حيث المراقبة والتخطيط، وأنها تشتغل على واجهتين، بإصلاح الماضي، من خلال محاولة القضاء على دور الصفيح، والتوجه نحو المستقبل، بإنجاز المشاريع الكبرى. وتحدث الوزير عن ضعف المشاريع القطاعية لغياب الالتقائية وغياب تصاميم التهيئة، وتأخر خروج مدونة التعمير إلى حيز الوجود، وإشكالية إنتاج وثائق التعمير، بسبب طول المساطر، مشيرا إلى أن متوسط إنتاج تصاميم التهيئة لا يقل عن خمس سنوات. من جهته، قال عبد السلام المصباحي، الوزير المكلف بالتنمية الترابية، إن زيادة السكان في المدن ستكون حوالي 23 مليون نسمة، سنة 2020، مقابل زيادة ببضعة آلاف في القرى. واعتبر أن القدرة التنافسية للوكالات الحضرية، خاصة في المدن الكبرى، تتطلب مواجهة العجز في البنيات التحتية، والنقص في الخدمات، والتشوه العمراني، والفوضى في تصميم المجال. من جهته، أفاد فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط، أن هناك تحديات كبرى تواجه الوكالة الحضرية للرباط وسلا يجب رفعها، وعلى رأسها التأخر في إزالة دور الصفيح، والحفاظ على المدن العتيقة، مشيرا إلى أهمية الأوراش الكبرى الجارية بالمدينة، مثل مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق، ومشروع الترامواي. وقال ولعلو إن الرباط ستحتضن، سنة 2013، تجمعا لحوالي 3 آلاف و500 عمدة من العالم، وتنظيم 350 ورشا، سيحاول المغرب خلاله عرض ما حققه من مشاريع تنموية. ووقعت، خلال هذا اللقاء، ثلاث اتفاقيات شراكة، الأولى بين مجلس مدينة الرباط والوكالة الحضرية للرباط وسلا، تهم التجديد الحضاري لأحياء العكاري والمحيط، والثانية بين مجلس المدينة، والوكالة الحضرية للرباط وسلا، حول ميثاق المجالات الخضراء بالعاصمة، والأخيرة بين الوكالة الحضرية للرباط وسلا ومؤسسة ميكروبوليس، المتخصصة في البحث العلمي في ميدان التعمير.