قال العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة إن الغرب اليوم يعيش مرحلة فراغ قاتل، وإفلاس كبير، نتيجة بعده عن التدين ومحاربته للأخلاق، حتى أصبح كل شيء عنده مباحا بما في ذلك الشذوذ الجنسي الذي طفا على السطح، وخرج من الكنائس التي من شأنها أن تحفظ الأمن الروحي للمجتمع الغربي المتحلل والمنسلخ عن كل ما هو ديني وأخلاقي، مؤكدا في محاضرة له بعنوان ''التأصيل الشرعي للتعامل مع غير المسلمين'' نظمها مركز الدراسات في الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة مساء يوم الجمعة 10 دجنبر، على أن موجات العداء والكراهية المتصاعدة في الغرب تجاه الإسلام ناتجة عن الجهل بحقيقة هذا الدين العظيم، مشيرا حسب موقع ناظور سيتي إلى محاولات إحراق القرآن الكريم تحريفه، والصور المسيئة... محاولات فاشلة تنم عن أحقاد دفينة، مشددا في هذا السياق، على أن الإسلام عصي على الأعداء، وجميع من أراد لي أعناق النصوص لتشويه صورته وقفوا عاجزين أمامه. مؤكدا على أن الحرية لا تعني الهجوم على الآخر والمساس به كما فعل الذين استهدفوا الإسلام بتلك الرسوم المسيئة وفي حديثه عن مؤتمر أقيم بهولندا حضره مع ثلة من المفكرين، استغرب بنحمزة قول وزير الصحة الهولندي أن المسلمين يأخذون الأعضاء دون أن يعطوا من أعضائهم لغيرهم، مؤكدا بأن موقف المسلمين هذا ليس موقفا شرعيا، والدليل على ذلك أن الجسد ليس مؤمنا ولا كافرا، وما ينجس من الإنسان معلوم في الفقه، كما أن الإسلام أجاز الزواج بالكتابية حيث تختلط بالمسلم في ريقه وعرقه وفي فراشه، والإسلام لم يجز ذلك إلا لكونه لا يعتبرها ناجسة، مضيفا أنه ليس في العالم أمة تقبل من يأخذ ولا يعطي. مؤكدا من جهة أخرى أن الفتاوى المطروحة بالغرب اليوم تتميز في معظمها بالتخويف والانعزال، لذلك دعا في معرض حديثه إلى ضرورة إيجاد اجتهادات فقهية جديدة تراعي الزمان والمكان والظروف الخاصة للجالية المسلمة بالغرب. ومن جانب آخر، شدد الدكتور بنحمزة على ضرورة الاهتمام بالمفكرين الغربيين الذين تحدثوا عن الإسلام بايجابية وشيء من الواقعية، وعدم الالتفات كثيرا إلى الذين يحسنون إزعاجنا، من أجل البحث عن سبل جديدة واقعية ومنطقية من شأنها تقريب الهوة الشاسعة بين الإسلام والغرب.