حذر قائد الثورة الليبية ،العقيد معمر القذافي ، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الأفريقية،من الانعكاسات والتداعيات الخطيرة التي قد تلحق بالبلدان الإفريقية والعربية، في حال ما إذا حدث انفصال جنوب السودان. ووصف القذافي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الإفريقية، التي بدأت اليوم بمدينة سرت الليبية، ما يجري في السودان بأنه "مرض ستكون له عدوى شديدة في كل إفريقيا وخارجها ،وإذا حدث انفصال في جنوب السودان فان خريطة افريقيا ستتغير تغيرا شاملا". وأضاف أن انفصال جنوب السودان ستكون له تداعيات من شأنها أن تشجع مناطق أخرى "مؤهلة" في إفريقيا على الانفصال ، معتبرا ذلك بمثابة "حمى ستسري في الجسد الافريقي ، وهو أمر خطير ، لذلك علينا أن نتمسك بالوحدة من أجل التصدي للتحديات التي تواجهنا جميعا". من جهة أخرى ، تعهد قائد الثورة الليبية بالعمل، خلال رئاسته للقمة العربية الإفريقية،بالعمل مع البلدان الافريقية والعربية على بناء فضاء عربي إفريقي قادر على إثبات وجوده من خلال استثمار ما تتوفر عليه إفريقيا والعالم العربي من ثروات طبيعية ورؤس اموال ، وإقامة تعاون مع التجمعات الإقليمية والدولية الأخرى ،مشيرا في هذا الصدد إلى استعداد بلاده لاستثمار ما يناهز 90 مليار دولار في إفريقيا إذا ما توفرت عوامل السلم والاستقرار. من جانبه أكد أمير دولة الكويت ،الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، الذي ستحتضن بلاده الدورة المقبلة للقمة ، إن العالمين العربي والافريقي مطالبان بالتحرك الجاد والمستمر لتقوية الجسور الممتدة بينهما والدخول في شراكة استراتيجية تحقق آفاق أرحب للتعاون بين الجانبين. وأضاف أن تطوير هذا التعاون يقتضي تفعيل وتوسيع آفاقه من أجل مواجهة مختلف التحديات التي تواجه بلدان المنطقة ،مشيرا في هذا السياق إلى أن بلاده استثمرت ما يناهز 5ر14 مليار دولار ، نسبة كبيرة منها في البلدان الإفريقية. بدوره دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في كلمته، الدول العربية الغنية الى الاستثمار في القارة الافريقية ،التي تسعى للخروج من التهميش الاقتصادي الذي تعاني منه خصوصا عبر تعزيز الاستثمارات وتكثيف التجارة مع الدول العربية، معتبرا ان الجوار الجغرافي بين هذه الدول يمثل فرصة سانحة لتحقيق هذا الهدف . من جانبه دعا الرئيس التشادي ادريس دبي ،رئيس الدورة الحالية لتجمع دول الساحل والصحراء، إلى تقديم الدعم اللازم للسودان من أجل مواجهة الأوضاع الصعبة التي يمر بها ومساعدته على تجاوز الأخطار المحدقة به والتي تهدد لمنطقة بمرمتها. وبعد أن ذكر بالروابط التاريخية والثقافية واللغوية التي جمعت على الدوام بين العلمين العربي والافريقي، وتضامنهما في مواجهة الاستعمار والعنصرية والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، دعا دبي إلى العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينهما لما فيه مصلحتهما المشتركة. أما الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى فقد عبر عن خشيته من أن يؤثر الاستفتاء المزمع إجراؤه في السودان على الامن والاستقرار في مناطق واسعة من افريقيا والعالم العربي .